حمزة تكين - أخبار تركيا

بكل ديمقراطية واحترام للقوانين والأنظمة المرعية، تستعد تركيا لتشهد انتخابات بلدية محلية يوم 31 آذار/مارس 2019، والتي ستشارك فيها 12 حزبا سياسيا لاختيار رؤساء بلديات لـ 30 مدينة كبرى، و1351 منطقة، و1251 عضو مجلس ولاية، و20 ألفا و500 عضو مجلس بلدية.

كل الأحزاب التركية بدأت حملاتها الانتخابية في تنافس ديمقراطي مشرف نعتز به هنا في تركيا... أجواء من الحرية والديمقراطية غير موجودة في العديد من دول العالم وخاصة تلك التي تجيّر سياسييها وإعلامييها واقتصادييها لمهاجمة تركيا الجديدة القوية.

يهاجمون تركيا التي هي واحدة من أفضل دول العالم المتميزة بأجوائها الديمقراطية، يهاجمون تركيا وهم لا يستطيعون أن ينتخبوا مختار حي صغير في بلدانهم.

وانطلاقا من مبادئ الديمقراطية في تركيا، ووفق ما نراه ويراه كل صاحب عقل سليم، فإن حزب العدالة والتنمية هو محرك هذه النهضة الفكرية والعمرانية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية والتنموية في تركيا، وبالتالي فإن مسيرة تركيا الصاعدة ستكون أكثر اندفاعا مع هذا الحزب، لا مع خصومه السياسيين وخاصة حزب الشعب الجمهوري.

كلنا شاهدنا تلك العجوز التي تناقشت نقاشا ديمقراطيا رائعا مع مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، قائلة له :"أنا مع أردوغان وصوتي لأردوغان الذي يبني تركيا، أنا لست معكم ولن يكون صوتي لكم فأنتم دمرتم تركيا".

لم تشتم تلك العجوز خصمها، وهو في المقابل لم يقلل أدبه معها بالرغم من سخطها عليه، ولم ينهرها بسوء تصرف بل دعاها للنقاش والحوار.

أصرت تلك العجوز - التي تمثل غالبية كبيرة من أبناء تركيا والأمة - على موقفها وأنهت الحوار بأنها عرضت على خصمها أن تحضّر له فطيرة ليأكلها "ولكنك لن تأخذ صوتي أبدا"... لم تدعه يذهب فارغ اليدين بل أعطته ما يستحق وحسب حجم تفكيره ومشاريعه ونظرته هو وحزبه.

لقد اختصرت تلك العجوز كل الصراعات والمنافسات والاختلافات سواء في تركيا أو في منطقة الشرق الأوسط، فاليوم نحن أمام فريقين في هذه المنطقة لا ثالث لهما، فريق صاحب نظرة تطويرية تنموية ثاقبة وحدوية تريد أن تعيد لهذه الأمة مجدها وقوتها مهما كلف الأمر، وهو فريق يتكامل اليوم بين تركيا الجديدة القوية وشعوب المنطقة الحرة البعيدة عن أيديولوجيات الخنوع والتبعية والخوف.

أما الفريق الثاني فهو صاحب مبدأ الخنوع والمصالح الضيقة والمحسوبيات وصولا للعمالة، وحتى للعمالة الأخبث وهي التبعية للصهاينة المحتلين الخبثاء، وهذا الفريق من غير المنطقي أن يمتلك نظرة ثاقبة ومشاريع عملاقة نهضوية للأوطان والشعوب، وبالتالي حجمه فقط فطيرة يأكلها والسلام.

نحن أصحاب الفريق الأول، فريق تركيا والشعوب، لن نسمح للخاضعين الخانعين الفاشلين العملاء بأن يتحكموا بمصيرنا وحاضرنا ومستقبلنا، وبالتالي لا خيار لنا إلا العمل والاجتهاد على مختلف الأصعدة وفي مختلف القطاعات، لنكون دائما يدا واحدة تعيد لأمتنا مجدها المسلوب، ولكن لن ندع الفريق الثاني من الذهاب إلى مزابل التاريخ فارغ اليدين، بل سنجهز له فطيرة مناسبة بأيدينا ومصانعنا الخاصة وتكنولوجيتنا المحلية وقدرات أبنائنا.

ومع الفطيرة سنقدم للفريق الثاني عرضا بما أنجزناه وننجزه بأيدينا وعقولنا وهمتنا، من صناعات ثقيلة وتقدم تكنولوجي، وتطور ثقافي، ونهوض سياسي واقتصادي، سنجعلهم في موقف المتفرج على طائراتنا المروحية والمسيرة والحربية، على سفننا الحربية وحاملات طائراتنا، على أقمارنا الصناعية، على غواصاتنا وأنظمة صواريخنا الدفاعية والهجومية، على أنظمة اتصالاتنا المتطورة، على قطاراتنا وتكنولوجيتنا، على إنسانيتنا وتاريخنا المشرف، على ديننا العظيم الذي يخافون منه.

إساءاتكم وشتائمكم ومؤامراتكم وخططكم الخبثة وعمالتكم السوداء للاحتلال الصهيوني، أمور لن تخيفنا ولن تكبح عجلات مسيرتنا المنطلقة بعدالة وتنمية... لن تتمكنوا هذه المرة من قوتنا ووحدتنا الشعبية المبهرة، ولن يعود التاريخ إلا ليكتب انتصارات جديدة في صحائفنا، وذلا وعارا وخيانة في صحائفكم.

هذا حجمنا العظيم، وذاك حجمكم الصغير... فطيرة ليس إلا.

عن الكاتب

حمزة تكين

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس