ترك برس

لم يؤثر التوتر الذي يشوب العلاقات بين تركيا وإسرائيل في وقف الاتجاه التصاعدي لأعداد السياح القادمين إلى تركيا من فلسطين والأراضي المحتلة، حيث بلغ عددهم خلال العام الماضي 440 ألفا، تسعون في المئة منهم من عرب الداخل، بزيادة تقدر بـ17% عن عام 2017.

وذكرت صحيفة ذا ماركر الاقتصادية أن الزيادة الكبيرة في عدد السياح العرب قابلها تراجع هائل في عدد السياح اليهود. ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين في قطاع السياحة قوله إن" اليهود ما يزالون يتذكرون الهجوم الذي وقع في عام 2016 في إسطنبول واستهدف مجموعة من السياح اليهود، وهم ليسوا في عجلة من أمرهم للعودة إلى هذه الوجهة".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيجنال تور للصحيفة إن الزيادة في شعبية تركيا بين القطاع العربي في إسرائيل بدأت مع اندلاع الربيع العربي في عام 2010، مما دفع العرب للتخلي عن عطلاتهم في سيناء والبحث عن وجهات أخرى.

وأرجعت الصحيفة جاذبية تركيا للقطاع العربي في إسرائيل إلى عدة أسباب منها العروض الكبيرة التي تقدمها شركات الطيران التركية الثلاثة، وبالتالي الأسعار منخفضة، حيث تبلغ  تكاليف رحلة الخطوط الجوية التركية من إسرائيل إلى اسطنبول في الأشهر القادمة شاملة خدمة الطيران الكاملة 150 دولارًا فقط.

أما السبب الآخر الذي جعل من تركيا هدفاً جذاباً بين القطاع العربي في إسرائيل، فهو تراجع الليرة التركية مقابل الدولار في العام الماضي.

ويقول علاء عفيفي، الرئيس التنفيذي ا لشركة "نزرين تورز"، إحدى الشركات السياحية الرائدة في المجتمع العربي: "السفر إلى تركيا أرخص من حيث التسوق والمطاعم والفنادق. كانت إسطنبول لسنوات مدينة رخيصة، ومع تراجع الليرة فإن لك يغري بالسفر إلى هناك.

وأضاف: "على مدى سنوات، لم نر مثل هذه الأعداد من عرب الداخل الذين يسافرون إلى تركيا، وخاصة إلى اسطنبول. يمكن القول إنه كان هناك جسر جوي إلى تركيا."

ويشير جمال حجازي، صاحب شركة سياحية تنشط في الوسط العربي الى سبب آخر لظهور تركيا كوجهة سياحية. ويقول في الشهر الماضي كانت الأسعار في إيلات مرتفعة للغاية، والبدائل الأخرى في إسرائيل أكثر تكلفة مقارنة بتركيا، كما إن اليونان ليست بديلا، حيث إن الفنادق الجيدة هناك أغلى من نظيرتها التركية. وحتى إذا ذهب السائح إلى هناك، فإنه لا يعود.

وأضاف أن السياح يتوجهون إلى تركيا عاما بعد عام لأنها دولة تطور السياحة لديها، ولديها دائما عوامل جذب وأماكن جديدة لزيارتها.

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في السياحة الوافدة من إسرائيل إلى تركيا، فإن نسبتها من إجمالي السياحة الوافدة إلى تركيا لا تكاد تذكر، حيث تمثل 1.1٪ من بين 39.5 مليون سائح إلى تركيا من جميع أنحاء العالم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!