هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

عقد الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين العام الماضي مباحثات كان عددها بمثابة رقم قياسي. جزء هام من المباحثات جرى عبر قمم ثنائية.     

عند التفكير بالقمم التي عقدها الزعيمان معًا منذ استلامهما مقاليد الحكم، تبرز للعيان حقيقة في غاية الأهمية. البلدان اللذان تنافسا وتحاربا مرات عديدة على مر التاريخ أصبحا اليوم بمثابة حليفين استراتيجيين تقريبًا بفضل الجهود الحثيثة لأردوغان وبوتين.

لا شك أن الأحداث العالمية والتطورات في منطقة أوراسيا لها تأثير كبير في هذا التقارب، الذي تسارع من جهة أخرى جراء الدعم المحدود من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقوية العلاقات مع تركيا.

عند النظر إلى صور أردوغان بوتين تتوارد إلى ذهني صور التضامن بين زعيمي فرنسا وألمانيا. هذان البلدان الحافل تاريخهما بالاقتتال والمآسي اجتمعا وقررا ألا يتحاربا مرة أخرى وأن يبنيا مستقبلًا مشتركًا.

يمكن لتركيا وروسيا أن تنتقلا في مستقبل غير بعيد إلى مستوى أكثر تقدمًا، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وألمانيا. فهناك إمكانيات اقتصادية كبيرة يمكن استغلالها بينهما.

يمكن الوصول إلى حجم تجارة بعشرات المليارات من الدولارات في مجالات مختلفة بدءًا من السياحة وحتى الطاقة واستثمارات البنية التحتية.

النجاح في إصلاح العلاقات بسرعة بعد إسقاط المقاتلة الروسية واغتيال السفير الروسي بأنقرة، يشير إلى أن أنقرة وموسكو تتقدمان في مسيرة إيجابية لا رجعة فيها.

هناك حملتان في غاية الأهمية، أولهما شراء تركيا سلاحًا استراتيجيًّا كمنظومة إس-400 من روسيا، وتأسيس أول محطة نووية بالاشتراك مع روسيا.

انحلت أزمة الثقة إلى حد بعيد بين العاصمتين، بيد أن العلاقات بينهما لا تخلو من بعض المشاكل الصغيرة والأحكام المسبقة. فعدم إلغاء روسيا التأشيرة المفروضة على الأتراك ناجم عن المواقف المتحفظة لكبار المسؤولين في أروقة موسكو.

أهم اختبار لاختلاف مواقف الجانبين هو سوريا. هناك عدد من البلدان يريد الحيلولة دون التقارب التركي الروسي، ويبذل كل ما في وسعه من أجل عرقلة تعاون البلدين في سوريا.

لهذا يعمل أردوغان وبوتين بدقة على الملف السوري، وبفضل جهودهما حتى اليوم تمت الحيلولة دون وقوع اقتتال جديد أو موجة هجرة كبيرة أخرى.

بحث الزعيمان طوال يوم الأربعاء العديد من القضايا شديدة الخطورة. خلال الأيام القادمة سوف نرى نتائج ملموسة لهذه القمة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس