ترك برس

رأى خبير في الشأن الروسي أن هدف روسيا من إعادة طرح "اتفاق أضنة" تزامنًا مع نقاشات المنطقة الآمنة شمالي سوريا، هو فتح الباب للحوار والتفاهمات فوق الطاولة بين تركيا ونظام الأسد، وأن "أنقرة لا تريد الوقوع بهذا الفخ".

والأربعاء الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في موسكو، أن الاتفاق المبرم عام 1998، يمكن أن يساعد تركيا بشكل كبير في مكافحة الإرهاب.

و"اتفاق أضنة"، الذي أبرم بين حكومتي أنقرة ودمشق في 20 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1998، يضع مسؤوليات مهمّة على عاتق دمشق لمنع أي نشاط إرهابي مصدره الأراضي السورية، يشكل خطرا على تركيا.

الخبير بالشأن الروسي، ياسر النجار، قال إنه لا يوجد توافق بين أردوغان وبوتين حول مناطق شمال سوريا، وسبب ذلك عدم اليقين والثقة من انسحاب الولايات المتحدة من تلك المناطق.

وفي حديث لصحيفة "عربي21"، رأى النجار أنه "حتى اللحظة واشنطن تنتظر خطة يتوافق عليها التركي والروسي، ومن ثم تستمر بانسحابها، ولا يوجد خطوات عملية تجاه ذلك".

وأوضح أن إعادة طرح اتفاقية أضنة لا يتوافق مع المصالح التركية، التي ترغب بإقامة منطقة آمنة في الأراضي السورية، بإشراف وإدارة الجيش الحر مما يغير المعادلة في خريطة الحل السياسي.

ولفت إلى أن أردوغان في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين، لم يعلق على اتفاقية أضنة، لكي لا يعطيها البعد القانوني، وكأنه حجم الاستحقاق الذي كان ينشده من اللقاء، إلا أن ذكره لها في تركيا للتوضيح ورسالة للأمريكي والروسي أنه قد يكون تدخل على منحى الاتفاقية، لكن من طرف واحد تركي وليس وفق تفاهمات، كونه اتفاقا قديما.

ونوه النجار إلى أن روسيا لم تستعن باتفاقية أضنة عندما اتفقت مع تركيا في شمال حلب أو عفرين أو إدلب، وروسيا تتذرع الآن باتفاق أضنة قبيل الحديث المرتقب عن عملية عسكرية تركية لكي تحد من تلك العملية.

في المقابل رأى الخبير في الشأن التركي إسماعيل كايا، أن حديث بوتين عن اتفاق أضنة، يشير إلى أن الاتفاقية كانت محل نقاش مهم، وجرى استحضارها بقوة في المباحثات التركية الروسية حول المنطقة الآمنة ومرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وأضاف كايا: "إنها محاولة من الرئيس بوتين لتمرير الوجود التركي في شمالي سوريا، في سياق تأكيد عدم شرعية الوجود الأمريكي".

في السياق، قال الكاتب الصحفي عمر فاروق كوركماز، إن تركيا "تهدف من هذه المنطقة لتوفير بُعد أمني لحدودها الطويلة مع سوريا، وإيواء السوريين في بلادهم دون تهجير".

واعتبر كوركماز، في حديث للقناة التركية (TRT عربي)، أن العلاقات التركية الأمريكية قوية على الرغم من الإشكاليات الموجودة حالياً

ويقول الباحث التركي أوكان مُدرّس أوغلو، في مقال لصحيفة صباح التركية، إن "واشنطن تريد منطقة آمنة للعناصر الإرهابية في شمالي سوريا، وحمايتهم من أية عمليات عسكرية تركية متوقعة".

فيما ترى أنقرة، بحسب مدرّس أوغلو، أن المنطقة الآمنة هي شريط حدودي على عمق نحو 30 كلم، يحمي المدنيين واللاجئين السوريين، مع طرد كل المنظمات الإرهابية منها.

من جهته اعتبر الخبير بالشأن الروسي، الدكتور محمود حمزة، أن التنسيق التركي- الروسي الكبير يفرض على الأخيرة أن تتماشى مع أولويات أنقرة المتعلقة بالأمن القومي التركي.

قال إن روسيا التي تبحث عن مصالحها في المنطقة تدرك أن تعميق علاقتها بتركيا، يقرب الأخيرة إليها أكثر ويضعف من تحالفها مع الولايات المتحدة، موضحا أن "الطلب التركي بإنشاء منطقة آمنة لا يتعارض مع مصالح موسكو في سوريا".

ومختلفا مع القراءة السابقة، أعرب الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، عن اعتقاده بأن روسيا لا تدعم فكرة "المنطقة الآمنة" كما تريدها تركيا، غير أنها مع أي ترتيبات تساهم أولا في توسيع مساحات سيطرة النظام، وثانيا تساهم في تخفيف النفوذ الأميركي في سوريا.

وقال عبد الواحد إن روسيا قالت بصراحة إن "الحل المثالي يكون بعودة النظام إلى تلك المناطق وأشارت إلى أن النظام سيقوم بحماية أمن تركيا عبر الحدود".

وأضاف "لكن تركيا لن تقبل بمثل هذا الطرح والسيناريو، ولذلك ستعمل روسيا على ترتيبات منطقة آمنة تكون قواتها مشاركة فيها وفي عملها وستحاول إدراجها ضمن نجاحات أستانة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!