حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

اختزلت جوقة تحالف "حماية الأكراد" الدولي قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا بسلامة وحدات حماية الشعب. وبحسب ما تناقلته وكالات الأنباء فإن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ركز على هذا الموضوع في مباحثاته بشأن المنطقة الآمنة مع نظيره التركي مولود جاوش أوغلو.

وخلال المباحثات وصف بومبيو وحدات حماية الشعب بأنها "شركاؤنا الذين حاربوا ضد داعش..". وبما أن مكافحة داعش لم تنتهِ فإن الولايات المتحدة بحاجة لوحدات الحماية، بحسب بومبيو.

في عهد بوش وُضع دستور للعراق يوفر الإمكانية لمن يشاء بإعلان استقلاله وتأسيس دولة كما يريد. المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي المزعوم لمكافحة داعش في سوريا بعد العراق، بريت ماكغورك، كان يأمل بتطبيق الأمر نفسه في سوريا.

وعندما خابت آمال ماكغورك لجأ إلى كذبة أن "داعش لم ينتهِ"، لكي يقول "ما تزال وحدات حماية الشعب ضرورية بالنسبة لنا".

ما سيجعل المنطقة العازلة المزمعة آمنة حقًّا هو خروج عناصر وحدات حماية الشعب من المناطق التي يسيطرون عليها، ووجود أهالي المنطقة في ديارهم.

توقعات ماكغورك التي صدقت مع حدوث هجمات لتنظيم داعش ومقتل جنود أمريكيين فيها، تدفع المرء لطرح تساؤلات في هذا الخصوص.

لكن لندع ذلك جانبًا، ونركز على مسألة ما سيحل بإرهابيي وحدات حماية الشعب في حال عدم القضاء عليهم في المنطقة العازلة على الحدود السورية، على يد القوات التركية والجيش السوري الحر.

هناك طريقان.

الأول، تلغي الولايات المتحدة الخرائط التي تقسم العراق وسوريا، وتضع حدًّا للمهزلة المسماة بـ "الكانتونات" على الحدود مع تركيا. الإرهابيون المسؤولون عن إطلاق النار على تركيا والتسبب بمقتل مواطنيها معروفون. كما أن هناك سجلات للإرهابيين من بي كي كي، الموجودين بين عناصر وحدات الحماية.

الأمر يعود للولايات المتحدة، إما أن تسلمهم إلى تركيا، وإما أن تأخذهم إلى أراضيها وتعمل على تغذيتهم في إحدى مزارعها بولاية أوهايو، وإما أن تسلمهم لماكرون، وتوفر لهم المأوى والغذاء في فرنسا.

الثاني، تقوم قيادة القوات المركزية الأمريكية بتسريح عناصر وحدات حماية الشعب والكيان الصوري المسمى بقوات سوريا الديمقراطية، وتستعيد منهم كل الأسلحة الأمريكية، وتنقلهم إلى مواقع بعيدة عن الخط بعمق 20 ميلًا.

سيكون هؤلاء بمأمن من نيران القوات التركية ما لم يقوموا بأي تحركات ضد تركيا، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لأي شخص لا يواجه الدوريات التركية وهو يحمل سلاحًا في المنطقة الآمنة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس