ترك برس

قال الكاتب الصحفي التركي، حسن بصري يالتشين، إن ما تستهدف الولايات المتحدة تحقيقه عبر دعم المحاولة الانقلابية الأخيرة في فنزويلا، أهم بكثير من النفط والذهب الفنزويلي.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة "صباح" التركية، تناول فيه المحاولة الانقلابية التي تشهدها فنزويلا هذه الأيام، عقب إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو، نفسه كرئيس مؤقت للبلاد.

وأضاف الكاتب التركي، أن واشنطن عملت منذ وصول نيكولاس مادورو، إلى سدة الرئاسة في فنزويلا، على الإطاحة به، بعد أن قامت بالشيء نفسه خلال عهد سلفه هوغو تشافيز.

واستغرب "يالتشين" من ربط البعض الانهيار الاقتصادي التي تشهده فنزويلا، بالإدارة السيئة للبلاد من قبل مادورو، متسائلاً: "لنفترض أن مادورو يدير البلاد بشكل سيء جداً، لكن هل من المعقول أن يصل بلد ما يعد من أغنى دول العالم في امتلاك الذهب والنفط؟ هذا غير ممكن، إلا إذا كانت هناك ضغوط خارجية وحصار وعقوبات اقتصادية."

وتابع قائلاً: " هل الإدارة في السعودية، أفضل من التي في فنزويلا؟ بالطبع لا. إلا أن الأخيرة رفضت البقاء تحت الهيمنة الأمريكية، فيما قبلت الرياض ذلك، ولو فعلت كراكاس ما فعلته الرياض، لكانت الآن تصدر النفط وتزيد من ثرواتها وتتقاسمه مع الولايات المتحدة."

وأوضح أن أن مادورو يرغب في مواصلة كفاح ونضال استقلال كان خلفه تشافيز قد أطلقه فيما مضى. الأمر الذي يزعج واشنطن التي ترغب في أن تبقى مثل هذه الدول كحديقة خلفية لها.

ورأى الخبير التركي أن واشنطن منزعجة من وجود بلدان لا يخضعون لهيمنتها في أمريكا اللاتينية، هذه القارة التي تعتبرها الإدارات الأمريكية كحديقة خلفية لها، على حد وصفه.

وأكد "يالتشين" أن ما تستهدف واشنطن تحقيقه من دعم المحاولة الانقلابية في فنزويلا، ليس متعلقاً فقط بالذهب والنفط، "بل هناك أهم من ذلك، ألا وهو الأولويات الأمنية والاستراتيجية."

وتوقّع الكاتب ألا تترك واشنطن فنزويلا وشأنها حتى لو لم تكن هناك نقطة نفط أو غرام ذهب فيها، ما لم تعلن كاراكاس خضوعها للهيمنة الأمريكية.

واختتم بالقول إن "الاحتمال الوحيد المتاح حالياً لخروج فنزويلا من أزمتها الراهنة، هو حصولها على دعم خارجي. إن كان هناك القليل من العقل الاستراتيجي لدى دول مثل الصين وروسيا، يقدمون الدعم لفنزويلا. إلا أن هناك شكوك في مدى نجاحهم في هذا. إن لم تشغلوا الولايات المتحدة في حديقتها الخلفية، تنشغل هي بحديقتكم الخلفية. حينها يبقى العالم متعدد الأقطاب الذي تحلمون به، مجرد حلم وخيال."

وتشهد فنزويلا توترًا متصاعدًا إثر إعلان رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، خوان غوايدو، نفسه "رئيسًا مؤقتًا" للبلاد.

وعقب ذلك أعلن الرئيس المنتخب مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهمًا إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!