ترك برس

صادف أمس الثلاثاء، 29 يناير/كانون الثاني، مرور 10 سنوات على السجال الساخن للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الإسرائيلي آنذاك، شمعون بيريز، خلال قمة "دافوس".

وفي 29 يناير/كانون الثاني من عام 2009، وبينما كان أردوغان يشارك في جلسة بعنوان "غزة: نموذج للسلام في الشرق الأوسط"، أظهر ردة فعل غاضبة على مدير الجلسة، ديفد إيغناتيوس أحد كتّاب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، لعدم السماح له بالتعقيب على تعليقات بيريز حول الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، قبل موعد انعقاد قمة "دافوس" بثلاثة أسابيع.

وأدان أردوغان في كلمته، استخدام إسرائيل "القوة غير المتكافئة" خلال عمليتها العسكرية التي استمرت ثلاثة أسابيع في قطاع غزة، وطالب خلالها بإدراج حركة حماس في العملية السياسية.

عقب ذلك ألقى بيريز كلمة طويلة دافع خلالها عن العملية العسكرية التي شنتها بلاده في غزة وألقى باللائمة في إراقة الدماء على حركة حماس، وقال إن حماية الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية كان أمرا مطلوبا.

وفي مداخلته سأل الرئيس الإسرائيلي، أردوغان بصوت عال وملوحا بيده بعصبية باتجاهه: ماذا ستكون ردة فعلك لو أن الصواريخ تسقط كل ليلة على إسطنبول.

بعدها طالب أردوغان، الذي بدا غاضباً، بالحق في الرد من رئيس الجلسة الذي منحه دقيقة واحدة قال خلالها أردوغان لبيريز: "السبب الذي يدفعك إلى رفع صوتك هو شعورك بالذنب"، وذلك في إشارة إلى ارتفاع صوت الرئيس الإسرائيلي خلال كلمته.

وأضاف أردوغان للرئيس الإسرائيلي: "حين يتعلق الأمر بالقتل أنتم تعرفون جيدا كيف تقتلون. وأنا أعرف جيدا كيف قتلتم أطفالا على الشواطئ."

ثم انتقد اردوغان الجمهور لتصفيقه بعد كلمة بيريز، قائلاً: "من المحزن جدا أن يصفق أشخاص لموت الكثيرين."

عقب ذلك غادر المنصة وهو يقول إن المنتدى "انتهى" بالنسبة له ودوى التصفيق أيضا بعدها.

وبينما كان أردوغان رئيس الوزراء التركي آنذاك، في طريق عودته إلى بلاده، اجتمع الآلاف من الأتراك في محيط مطار أتاتورك الدولي حاملين أعلاماً تركية فلسطينية لاستقبال أردوغان، حاملين لافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس"، مرددين شعارات معادية لإسرائيل.

https://www.youtube.com/watch?v=tw7oiNJnVrs

وفي الأيام التالية للحادثة، اتصل شيمون بيريز الخميس بأردوغان، مقدماً اعتذاره له، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.

وخلقت حادثة دافوس التي عُرفت لاحقاً بـ"one minute"، صدى واسعاً لدى الشعب التركي وشعوب المنطقة، ولاقى موقف أردوغان الداعم للقضية الفلسطينية، إشادة كبيرة لدى الأوساط الرسمية والشعبية في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!