ترك برس

ناقش برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة القطرية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخيرة حولة جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، على يد شخصيات سعودية حكومية داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

ورأت الجزيرة أن تصريحات أردوغان شهدت تصعيدا غير مسبوق اللهجة، وتساءلت في برنامجها عن دلالة وصفه لتصريحات ولي العهد السعودي بالكاذبة؟ وما مغزى استغرابه من صمت واشنطن إزاء القضية؟ وما مدى تعويله على الموقف الأميركي؟

وصف الرئيس التركي تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير بشأن جريمة قتل خاشقجي بأنها كانت كاذبة.

وأكد أردوغان أن السعودية مرغمة على تحديد قتلة خاشقجي الذين قال إن بعضهم قد يكون فارق الحياة؛ كما أعرب عن استغرابه من صمت واشنطن إزاء الجريمة البشعة.

الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة، فسّر التصعيد في خطاب أردوغان بشأن الجريمة بأنه مؤشر على أن تركيا سئمت التعامل السعودي مع القضية.

وأعرب عياصرة عن قناعته بأن ذهاب أردوغان لاتهام محمد بن سلمان بالكذب، هو دليل على أن تركيا قررت إعادة إنتاج القضية، عبر الضغط على السعودية والكشف عن عدم تعاملها بالجدية المطلوبة معها، وكذلك إحراج الإدارة الأميركية وإجبارها على عدم التخلي عن القضية.

غير أن الكاتب والمحلل السياسي جيري ماهر، رفض اتهام السعودية بعدم التعاون، وأكد أنها أبدت الجدية اللازمة وبدأت محاكمة المتهمين.

بل إن ماهر ذهب لاتهام أردوغان بالمتاجرة بالقضية بدل البحث عن العدالة، و"هذا يظهر من خلال تناقضه في الحديث تارة عن إقالة الجبير بسبب القضية وتارة أخرى باتهام السعودية بعدم التعاون".

كما رفض ماهر اتهام محمد بن سلمان بالكذب، وقال إنه أصدر تصريحات أولية بشأن قضية اغتيال خاشقجي بناء على المعلومات التي كانت تصل إليه، وعند التوسع في التحقيق وبعد تكشف الحقائق اتخذ إجراءات حاسمة مع كل المتورطين، ومنهم أولئك الذين زودوه بمعلومات خاطئة.

غير أن كبير الباحثين في مركز العلاقات عبر الأطلسي روبرت هانتر، رفض بشدة تصديق أن محمد بن سلمان لم يكن يعلم منذ البداية بمقتل خاشقجي.

وأعرب عن أمنيته في أن يواصل أردوغان الضغط على السعودية لأن هذا الضغط أدى لتحرك الكونغرس، مؤكدا أن مثل هذه التحرك سيضع حدا لتصرفات السعودية والإمارات التي منها حرب اليمن وحصار قطر.

وحمّل هانتر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولية في تمادي السعودية والإمارات بتصرفاتهما في المنطقة، سواء بقضية خاشقجي أو حرب اليمن.

وفيما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة بشأن مصير ولي العهد السعودي حال تمت إدانته من قبل الكونغرس باغتيال خاشقجي، قلل ماهر من هذا الأثر، مؤكدا أنه سيبقى في السلطة، "لأن هذا شأن سعودي داخلي" ولا علاقة لأي طرف خارجي به على حد قوله.

لكن عياصرة تبنى رأيا مخالفا، مؤكدا أن الولايات المتحدة لاعب رئيسي في المعادلة السعودية وهي تقرر من يحكمها، وإذا أدان الكونغرس محمد بن سلمان وتم إقناع ترامب بذلك، فلن يبقى وسيتم تغييره.

وأيد هانتر رأي عياصرة، غير مستبعد أن يطلب ترامب من السعودية تغيير ولي العهد، وأن يعلن عدم السماح له بدخول البيت الأبيض مجددا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!