سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ أسبوعين يقوم وفد من تنظيم "ب ي د"، ترأسه إلهام أحمد، بتحركات كبيرة في واشنطن ضد تركيا فيما يتعلق المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في شرق الفرات.

بشكل عام، لم يتناول الإعلام هذا الموضوع إلا من زاوية اللقاء الذي جمع إلهام أحمد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فندق ترامب إنترناشيونال.

هذا أمر طبيعي، لأن القيمة الخبرية للحدث عالية. من عادة ترامب أن يعرب لكل شخص يصافحه عن مدى محبته الكبيرة له، ولم يختلف الأمر هذه المرة.

لكن على خلفية هذا اللقاء، الذي عمل المسؤولون الأمريكيون على إظهاراه وكأنه من باب الصدفة، كانت تجري أحداث هامة أخرى.

زيارة إلهام أحمد مع وفد "ب ي د" إلى واشنطن جاءت بعد اجتماعات أجرتها في موسكو. ولأنها كانت ممثلة للتنظيم في واشنطن وتعرف كيف تسير الأمور في هذه المدينة، أجرت اجتماعات وتحركات مكثفة على مدى 15 يومًا.

الغاية من هذه التحركات هي إبطاء الانسحاب الأمريكي من سوريا، والعمل على عدم تسليم المنطقة الآمنة في شرق الفرات إلى تركيا.

لم يتمكن الوفد من الاجتماع بأسماء هامة في الإدارة الأمريكية. على سبيل المثال، لم يستقبله وزير الدفاع، وكانت معظم مباحثاته مع أعضاء مجلس الشيوخ. واقتصر الاجتماع الوحيد مع البيت الأبيض على لقاء إلهام أحمد مع ترامب.

يمكن القول إن الوفد حصل على نتائج أكثر من اجتماعاته مع أعضاء مجلس الشيوخ، لأن المجلس استلم مشروع قانون يطالب بأن يكون الانسحاب الأمريكي متأنيًّا وآمنًا. وحصل المشروع على دعم الحزبين.

في الواقع، تبقى الكلمة الأخيرة في هذا الخصوص للبيت الأبيض، أي أن أوامر ترامب هي التي ستطبق، لكن المشروع هام من حيث إظهاره التوجه العام في مجلس الشيوخ.

أعلنت الولايات المتحدة منذ البداية أن الانسحاب سيكون بطيئًا، ولذلك لا يمكن القول إن المشروع سيحمل جديدًا.

من جهة أخرى، لم يحصل وفد "ب ي د" على ما يريده من الإدارة الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة. تريد إلهام أحمد بقاء السيطرة على المنطقة بيد القوات الأمريكية. ولم يقدم ترامب بعد إجابة واضحة في هذا الخصوص.

مصادر مقربة من الإدارة تعتقد أن الولايات المتحدة تريد معرفة رأي روسيا حول المنطقة الآمنة، وأن منطقة آمنة تحت سيطرة النظام السوري وبضمانات من روسيا سوف تزيل مخاوف تركيا الأمنية.

يتضح أن تحركات وأنشطة وفد "ب ي د" على مدار 15 يومًا لم تسفر عن مقترح أو تطور جديد. الأمر المؤكد أن الولايات المتحدة تنسحب من سوريا، وعملية الانسحاب ستجري على نحو بطيء.

وخلال العملية ستعمل تركيا وروسيا والولايات المتحدة على حل الخلافات بينها بشأن المنطقة الآمنة عن طريق المباحثات.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس