ترك برس

أعلنت رابطة مطوّري ألعاب الفيديو في تركيا (TOGED) أنّ من المتوقع أن يصل حجمُ سوق ألعاب الفيديو العالمي الذي تُقدّر قيمتُه بنحو 138 مليار دولار في عام 2018، إلى 180 مليار دولار بحلول عام 2021. ومن جهتها، تدعم تركيا، التي تسعى إلى أن تكون منتجًا لألعاب الفيديو وليس مجرد مستهلك، مطوّري ألعاب الفيديو المحليين. ووفقًا للرابطة ، فقد وصلت صادراتُ الألعاب الرقمية في البلاد إلى مليار و50 مليون دولار، مقارنةً بـ500 مليون دولار فقط في عام 2016.

إذا نظرنا إلى الإحصائيات، فإن الخطوات التي تمّ اتخاذُها فيما يتعلقُ بقطاع تنمية الألعاب المتنامي في تركيا تُعدُّ هامة. يُقدّر حجمُ سوق الألعاب في تركيا بنحو 750 مليون دولار. وقد شجّع إطلاقُ شركتي ألعاب الفيديو التركيتين "غرام غيم" (Gram Game) لألعاب الموبايل بقيمة 280 مليون دولار و"بيك غيم" (Peak Game) بقيمة 100 مليون دولار، واللتين حقّقتا مبيعاتٍ عالية، مطوّري الألعاب والشركات الناشئة بشكلٍ كبير.

وقد نظّمت مؤخرًا مدينة الكتنولوجيا في جامعة الشرق الأوسط التقنية (ÖDTÜ Teknokent) فعالية "غيم غيم جام" (GGJ)، التي جمعت 250 فريقًا من مطوّري الألعاب الرقمية من 114 دولة لمدة 48 ساعةً، وأُعلنَ فيها أنّ هذا العام شهد إنتاج أكثر من 8 آلاف لعبة.

وفي نهاية فعالية (GGJ) العالمية التي انعقدت في أنقرة، أطلق مطوّرو ألعاب مدينة التكنولوجيا في جامعة الشرق الأوسط التقنية، ألعابًا مثيرة للاهتمام تحت عنوان "ماذا يعني لك البيت" (What does home mean to you?). وقد تضمّنت الألعاب التي تمّ إطلاقُها في الفعالية موضوعاتٍ عائلية مألوفة مثل "تجنب الضرب من أمك" (مثل النعال الطائر!)، و"أفراد العائلة يسألون عن متى ستتزوجين"، و"تهدئة والدك بعد وصولك إلى المنزل في وقت متأخر".

ويُذكر أنّ مطوري الألعاب المشاركين في الفعالية قاموا بتطوير ما مجموعه 56 لعبة في العام الماضي.

24 شركة ناشئة لألعاب الفيديو

من جهته أعلن أحمد يوزغاتليغيل، مساعد رئيس جامعة الشرق الأوسط التقنية ونائب رئيس مجلس إدارة مدينة التكنولوجيا التابعة للجامعة، إنهم يحاولون ضمان تطوير قطاع الألعاب الرقمية في تركيا.

وفي معرض ذكره لوجود 24 شركة لألعاب الفيديو في الجامعة وحدها، تابع قائلًا: "إننا نساهمُ للمساعدة في تدريب المزيد من المطوّرين في قطاع الألعاب الرقمية".

ومن بين المجموعات الـ105 التي تمّ دعمُها حتى الآن، أصبحت 25 من بينها شركة، وقال يوزغاتليغيل إنهم يقدّمون خدماتٍ لأكثر من ألف و500 مطوّر. وأضاف أن 570 لعبة مختلفة تمّ تطويرها حتى الآن، وصلت إلى أكثر من 30 مليون من عشاق الألعاب. يقول يوزغاتليغيل: "قامت مدينة التكنولوجيا "تيكنوكينت" بتصدير منتجاتٍ بقيمة 1.3 مليار دولار منذ تأسيسها. نعتزم رفع هذا الرقم إلى مستوى أعلى بكثير من خلال مبادراتنا ودعمنا لقطاع الألعاب. وإن (GGJ) واحد من أهم الفعاليات التي ندعمها، ومن خلاله، نجتمع مع عشاق الألعاب كل عام".

أكثر من منافسة

أكدت فعالية (GGJ) على أن التعاون أفضل من المنافسة والعمل المشترك بديلٌ أفضل عن العمل الفردي. ويمكن أن يكون لموضوعٍ بسيطٍ مثل "المنزل" دلالاتٌ مختلفة جدًّا عند الأشخاص، وقد شملت الألعابُ التي تصوّرها الناسُ في هذا الموضوع قصصًا عن البطولة، وغرفًا فوضويةً وأطفالًا يحاولون الهرب من غضب أمهاتهم.

في اللعبة التي تحمل اسم "منزلك هو قلبك" مثلًا، من الممكن كسب النقاط عن طريق جمع القلوب. يصف العديد من المطوّرين المنزل كملجأ، تشعر فيه بالأمان والراحة. ولحماية منطقة الراحة هذه، عليك محاربة الوحوش. بعض المطوّرين من ناحية أخرى ينظرون إلى كوكب الأرض والمجرة على أنّها منزلهم.

وفي لعبة "بيت الأحلام"، تجد ياسمين نفسها وهي نائمة في غرفتها، في حلم، ياسمين التي تنام طوال اليوم لا تستطيع الخروج من أحلامها، وتلعب الألعاب من خلال التفاعل مع الأشياء في غرفتها. أمّا في لعبة "Ayför Nörde"، يحاول اللاعبون بناء منازلهم على عجلات. وتدور لعبة "من أنت" حول مغامرات رجلٍ مسنٍّ مع ذكرياته في منزلٍ لم يعد يعرفه.

وتدور لعبة "Carapace"، حول سلحفاة يمكن أن تنمو من خلال تناول الأسماك والطحالب، ولكن يجب أن تهرب من أسماك القرش والأسماك المفترسة. لحماية نفسها من هذه المخاطر، يجب على السلاحف أن تختبىء في قوقعتها، وبعبارةٍ أخرى في منزلها.

بدأت الإثارةُ قبل عشر سنوات

منذ نحو عشر سنوات، كان فرحان أوزكان أحد طلاب جامعة الشرق الأوسط قد تحدّث عن مشروع عقد فعالية (GGJ) بحماسٍ كبير. وقال: "إننا، بصفتنا فريق (ODTÜ Atom)، نحضر منظمة (Game Game Jam) العالمية إلى تركيا. نريد تنظيم 48 ساعة من تطوير الألعاب في (Atom)".

وقد تمكن فرحان وأصدقاؤه من الحصول على موافقة مشرفي "تيكنوكينت" على هذا المشروع. واليوم، تستمرُّ الفعالية مدة 48 ساعة وتضمُّ مشاركين من عشرات الدول، ويتم تنظيمها في 17 مدينة تركية.

رغم أنّ من المفيد جدًا أن يشكو الوالدان من تسمّر أطفالهما أمام الشاشات وإدمانهم على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية أو الرياضة، ولكن لتحقيق التوازن، من المهم معرفة كيف ومتى تتوقف هذه المشاهدة. وستظل الألعاب شغفًا لجميع الأطفال تقريبًا، لا مفر من هذه الحقيقة، والمهم هو ضمان أنه في حين يلعب أطفالك، فإنهم يصيغون القواعد التي تحدد شخصياتهم وأذواقهم في وقت لاحق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!