أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك محاولات مكثفة منذ 2014 ترمي لتسويق وحدات حماية الشعب، فرع بي كي كي في سوريا، تحت أسماء مختلفة. 

لعب بي كي كي دورًا محوريًّا في عملية تقويض المعارضة في سوريا. فمن خلال اتفاقه مع الأسد، أبعد بي كي كي جزءًا من أكراد سوريا قسرًا عن المعارضة. وفيما بعد قدم المساعدة للنظام في العمليات العسكرية ضد المعارضة. 

تحول بي كي كي إلى وكيل للغرب في سوريا، وفي هذا السبيل بادر الغرب إلى تنظيم حملات دعائية  كبيرة ومكلفة.

 كما لجأ إلى الكثير من الشركات وأنفق ملايين الدولارات لإخفاء حقيقة أن بي كي كي تنظيم إرهابي ارتكب الكثير من جرائم الحرب، ومارس التطهير العرقي وكسب أموالًا طائلة من تجارة المخدرات، والأهم من ذلك تنفيذه هجمات ضد تركيا. 

من الأمثلة على ذلك، زيارة الرئيسة المشاركة لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد إلى واشنطن.

تهدف هذه الزيارة إلى إضفاء المشروعية على بي كي كي من خلال تقديمه بأسماء مختلفة، كما ترمي إلى تحريك أوساط العاصمة الأمريكية ضد ترامب، الذي أعلن قرار الانسحاب من سوريا. 

تحدثت إلهام أحمد في مراكز بحثية وأجرت لقاءات رسمية، بل إن النائبة الديمقراطية تولسي غابارد، وهي من أكبر أنصار الأسد في واشنطن، حاولت جمعها في لقطة مع ترامب.

يتضح من أحاديث إلهام أحمد أن تصريحاتها مكتوبة من جانب مجموعات الضغط الموجودة في واشنطن، وتهدف إلى توجيه رسالة إلى أوساط العاصمة الأمريكية. وهذه التصريحات هي المثال الأوضح على الحملة الدعائية المتناقضة والتي لا تمت للحقيقة بصلة. 

قالت إلهام أحمد، ردًّا على سؤال في أحد المراكز البحثية: "أفضل الاتفاق مع تركيا على الاتفاق مع الأسد". 

في وقت سابق، قالت إلهام أحمد في تصريحات أخرى، عكس هذا الكلام. السبب الرئيسي لهذا التناقض هو أن طريق تسويق بي كي كي في واشنطن لم يعد يمر عبر داعش. 

فقد انخفض الإحساس بتهديد داعش، ولم يعد ذريعة كما كان في السابق. التكتيك الحالي هو الحديث عن علاقات بي كي كي مع إيران، الهدف الحالي للإدارة الأمريكية ومع النظام السوري. 

إدارة واشنطن تريد في الوقت نفسه العمل مع تركيا. ولذلك يسعى بي كي كي الآن إلى تسويق نفسه على أنه معارض للنظام السوري، وأنه عنصر توازن في مواجهة إيران، وحتى أنه لاعب يمكنه تفضيل العمل مع تركيا على النظام السوري. 

غير أن بي كي كي ليس له أي قيمة بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالنظام السوري وإيران. ولا حاجة حتى للحديث عن عداء بي كي كي لتركيا. 

الحقائق الميدانية تقف أكبر عائق أمام جماعات الضغط بواشنطن في مساعيها لتسويق بي كي كي. ولن يفيد الإدارة الأمريكية إخفاء رأسها في الرمل.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس