ترك برس

قال المبعوث التركي إلى ليبيا، والنائب البرلماني عن حزب "العدالة والتنمية" في أنقرة، أمر الله إيشلر، إن بلداناً عربية تتهم أنقرة بتقديم السلاح لبعض الأطراف الليبية، مستهدفة بذلك إخفاء أجندتها هناك.

جاء ذلك في مقابلة أجراها المسؤول التركي مع وكالة الأناضول للأنباء، تطرق فيها إلى مستجدات الأوضاع في ليبيا.

وشدد "إيشلر" على تمسك تركيا بمبادئها في سبيل حل الأزمة الليبية، انطلاقا من رغبتها في إحلال الأمن والسلام والاستقرار في البلاد.

وأكد أن بلاده تؤدي دورا إيجابيا في إطار مساعي الحل في ليبيا، داعيا كافة الأطراف للتعامل بإيجابية مع الأمر والابتعاد عن تطبيق المعايير المزدوجة.

ولفت إلى أن كل من السعودية والإمارات ومصر تتهم تركيا بتقديم السلاح لبعض الأطراف الليبية، في محاولة منها لإخفاء دعمها لقوات حفتر.

وتابع قائلا: "خلال محادثاتنا مع هذه الدول، أخبرناهم مرارا وتكرارا بأنه لو قدمت تركيا الدعم لأحد الأطراف أسوة بهم، لتغيرت الموازين على الأرض، إنهم يحاولون تحميلنا نتيجة أخطائهم".

وفيما يخص المزاعم بنية حفتر تقديم شكوى ضد تركيا في مجلس الأمن، أوضح إيشلر: "لا أصدق تلك الأنباء، وحتى لو كانت صحيحة لن تؤدي إلى نتيجة، لأن الجميع يعرف أن تركيا تدعم الوحدة والاستقرار في ليبيا وتقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف هناك".

وأفاد إيشلر بأن الحال في دول شهدت الربيع العربي مثل سوريا واليمن، وصل إلى نوع من الغموض بفعل المجتمع الدولي والأطراف التي أطلقت الثورات المضادة في هذين البلدين.

وأكد على ضرورة أن يتم تقييم الأزمة الليبية بشكل مختلف عن الأزمة المستمرة في هذين البلدين، معرباً عن اعتقاده "بأنه في حال تم إيجاد حل للأزمة في سوريا، فإن الأمر سينعكس إيجابيا على الحل في كل من ليبيا واليمن".

وأشار إلى أنه في حال إظهار المجتمع الدولي إرادة سياسية حقيقية فإن الحل في ليبيا قد يصبح ممكنًا، مضيفا: "لم نرَ إرادة سياسية قوية حتى الآن، تركيا تسعى لدفع المجتمع الدولي نحو التركيز على الحل من خلال تصريحاتها المتكررة بخصوص أن العالم أكبر من 5 (في إشارة إلى الدول الدائمة في مجلس الأمن)."

وفيما يخص إطلاق الجنرال خليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب في طبرق، عملية عسكرية جنوبي البلاد، أوضح إيشلر أنها "محاولة من حفتر لنشر قواته في البلاد بشكل يخالف الاتفاقية السياسية" في إشارة إلى اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية.

وأردف أن قوات حفتر تمكنت من القضاء على المعارضين بسهولة بفضل الدعم الجوي الذي تتلقاه من مصر والإمارات، وتواصل صراع القوى في البلاد.

ولفت إيشلر إلى أنه أجرى زيارته الأولى إلى الشرق الليبي بعد تعيينه مبعوثا خاصا، والتقى خلالها بالأطراف السياسية في البلاد باستثناء حفتر.

وأوضح بأنه وجّه رسالة إلى تلك الأطراف مفادها أن حل الأزمة يجب أن يتم عبر الحوار بين كافة الأطراف، مؤكدا أن بلاده تعارض التدخلات الخارجية، وتقف على مسافة واحدة من كل الأطراف.

ومنذ سنوات تعاني ليبيا الغنية بالنفط من صراع على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب) وحفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!