ترك برس

رفض الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، مزاعم "إبادة" بلاده للأرمن، مستشهداً على عدم صحة ذلك بالحاضر.

جاء ذلك في كلمة خلال المؤتمر الوزاري السادس لعملية بودابست المعنية بإدارة ملف الهجرة، الذي انطلق الثلاثاء في إسطنبول، بمشاركة ممثلين عن 52 دولة، و7 دول بصفة مراقب، و14 منظمة دولية، بحسب الأناضول.

وقال أردوغان، إن هناك دعاية مغرضة تُروج تحت مسمى "إبادة الأرمن"، وخاصة في الغرب، مبيناً أنه "يتم الترويج لدعاية مغرضة في بعض أرجاء العالم وخاصة الغرب تحت مسمى 'إبادة الأرمن'، ونحن بدورنا نقول إن هذا شأن يعنى به المؤرخون".

وتساءل أردوغان عن إمكانية حدوث ذلك وقد استضافت بلاده ولا تزال مختلف المكونات والشعوب ممن تلجأ إليها "دون النظر إلى هويتهم العرقية أومعتقداتهم"، مستشهداً بذلك على عدم صحة "المزاعم الأرمنية."

وأكد عدم مشاركة الشعب التركي طوال تاريخه في أي إبادة جماعية ضد أي مكون عرقي على الإطلاق، مشدداً على أن تركيا فتحت أبوابها للفارين من الاضطهاد دون تمييز على أية أسس.

وقال في هذا السياق "لم نترك الأبرياء الذين قصدوا أبوابنا تحت رحمة نظام يمارس إرهاب الدولة ضد مواطنيه (في إشارة لنظام بشار الأسد)، ولا لرحمة المنظمات الإرهابية مثل داعش و بي كا كا".

ولفت إلى أن تركيا تستضيف حاليا عشرات الآلاف من مواطني أرمينيا الذين قصدوها لكسب العيش، ولم تعمد لترحيل أحد منهم.

وتأتي التصريحات التركية هذه، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مطلع فبراير / شباط الجاري، أن 24 أبريل / نيسان سيكون يوماً لإحياء ذكرى "إبادة الأرمن" المزعومة.

وتسعى أرمينيا إلى تحميل تركيا مسؤولية مزاعم بتعرض أرمن الأناضول لعملية "إبادة وتهجير" على يد الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، أو ما يعرف بـ"أحداث عام 1915".

وحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية" (العرقية) يعني التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة العرقية" على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية.

كما تدعو أنقرة إلى حل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، ما يعني التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.

وتقترح تركيا إجراء أبحاث حول "أحداث 1915" في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمينية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراك وأرمن، وخبراء دوليين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!