ترك برس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا لن تتراجع عن صفقة شراء منظومة "إس-400" من روسيا، مع انفتاحها على شراء منظومة "باتريوت" الأمريكية بما يتوافق مع مصالحها، وخاصة فيما يتعلق بالإنتاج المشترك والإقراض والتسليم المبكّر.

وأعلن أردوغان، في تصريح للصحفيين قبل أيام عقب قمة مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، في روسيا، أن بلاده تعمل من أجل ضمان استلام منظومة صواريخ "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، في يوليو/ تموز القادم.

وأثارت تصريحات الرئيس التركي تساؤلات حول الخيارات التي تمتلكها تركيا من أجل التعامل مع الضغوط الأمريكية الرامية إلى عرقلة صفقة شراء أنقرة للمنظومة الصاروخية الروسية المتطورة للدفاع الجوي.

وقالت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مرارا إنها ملتزمة بشراء النظام الدفاعي الصاروخي الروسي رغم تحذيرات من الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة من أن أنظمة "إس-400" لا يمكن أن تدخل في نظام الدفاع الجوي التابع له.

عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بجامعة سليمان دمرييل بأنقرة، أوميت ألبيرين، قال في لقاء مع صحيفة "أوراسيا إكسبرت" الروسية، إنه على الرغم من أن (الجانبين التركي والروسي) أعرب عن رضاه عن الصفقة، أرى أن عدم اليقين حولها سيستمر حتى لحظة استلامها.

تود روسيا بيع إس 400 لتركيا، وهي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، ودولة لديها سابع أكبر جيش في العالم، فيما يخشى الناتو والولايات المتحدة خاصة من إس 400، ومن إمداد دول في الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز بها.

إلى ذلك – يضيف ألبيرين - تقوم تركيا بتطوير الصناعة الدفاعية، وتنويع مصادر المنتجات الدفاعية، وتقليل اعتمادها على الأسلحة الأمريكية. لكن الولايات المتحدة تود أن تُبقي تركيا مقيدة، لأنها دولة قادرة على تغيير توازن القوى في المنطقة، وفق ما أوردت وكالة (RT).

وقد أعلن الرئيس أردوغان أن تركيا لن تتخلى عن إس 400 وأنها منفتحة على التفاوض بشأن شراء منظومة باتريوت للدفاع الجوي من الولايات المتحدة.

بالنسبة لتركيا، العوامل المحددة لشراء المنظومات الأمريكية هي شرائها بقرض وإنتاجها المشترك وتسليمها العاجل. يقول ألبيرين.

إلا أن الولايات المتحدة لا ترغب في إنشاء مشاريع مشتركة وتقديم قروض، كما تنتظر واشنطن من أنقرة التخلي عن شراء "إس-400" الروسية.

تستغل الولايات المتحدة مسائل، مثل بيع منظومة باتريوت، كأداة للضغط، فيما تتمتع تركيا بخبرة كبيرة في عدم الاعتماد كليا على جهة واحدة في مثل هذه الأمور.

وبالإضافة إلى المفاوضات حول منظومة باتريوت، ثمة مشكلة أخرى بين واشنطن وأنقرة، تتعلق بوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

فالولايات المتحدة، لا تريد أن تقوم أنقرة بعملية عسكرية في شمال سوريا، فيما أعلن أردوغان عن عملية ستجري بالاشتراك مع روسيا في إدلب، وأنه سيتم تسليم "إس-400" إلى تركيا. وهذا يدل على أن الشراكة الروسية التركية تكتسب زخما.

وتمتلك أنظمة "إس-400"، باعتبارها واحدة من أهم أنظمة الدفاع الجوي في العالم، قدرات فعالة على حماية الأجواء وتدمير الطائرات المقاتلة، حسب تقرير لوكالة الأناضول التركية.

كما تدمر طائرات التحكم، والاستطلاع، والطائرات الاستراتيجية والتكتيكية والصواريخ البالستية ومجمعات الصواريخ البالستية التشغيلية التكتيكية، والأهداف التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!