يحيى بوسطان – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

شهدت العلاقات التركية الأمريكية عام 2017 واحدة من أصعب مراحلها. كانت واشنطن مستمرة في تسليح تنظيم "بي كي كي/ ي ب ك" الإرهابي. وحاولت ممارسة ضغوط على أنقرة لثنيها عن شراء منظومة إس-400، فضلًا عن تهديدها بعدم تسليم مقاتلات إف-35. في نفس الفترة قبضت تركيا على القس الأمريكي برانسون، وتوترت العلاقات.

في هذه الأجواء نُفذت عملية عفرين. انتظر جميع الفاعلين بسوريا من أجل رؤية ما سيفعله الجيش التركي في عفرين. لكن استمرار العملية بسرعة ونجاح فاقا التوقعات، غيّر التوازنات. بعد تطهير القرى وقبل بدء حصار المدينة زار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أنقرة بشكل مفاجئ في 16 فبراير/ شباط.

بدأت العلاقات التي أوشكت على الانقطاع بالتحسن مع زيارة تيلرسون، الذي أومأ إلى أن "بي كي كي" سينسحب من منبج. بعد ذلك توافقت واشنطن مع أنقرة على خارطة طريق، يخرج الإرهابيون بموجبها من منبج خلال 90 يومًا. لكن لم يحدث تطور يُذكر خلال الأشهر الثمانية الماضية.

بالنظر إلى الماضي، يمكن تفسير المرحلة التي بدأت مع زيارة تيلرسون كما يلي: عندما كانت العلاقات متوترة لم تكن الولايات المتحدة قادرة على التأثير على تركيا، ولهذا لم تستطع منع عملية عفرين.

ولأن واشنطن كانت تعلم أن تركيا ستتجه إلى منبج بعد عفرين، لجأت إلى الحوار مع أنقرة. عملت البنتاغون على كسب الوقت من خلال إطالة المساومات، وسعت لتحويل التأخير إلى مكسب.

تلعب البنتاغون مجددًا دورًا في تأخير مشابه بخصوص تطبيق قرار ترامب الانسحاب من سوريا. قبل أيام أعلن ترامب أنه سيدلي بتصريح هام حول سوريا. بينما كان من المنتظر أن يعلن انتهاء تنظيم داعش، اكتفى بالتساؤل عن مصير مقاتلي داعش الموقوفين لدى "بي كي كي".

يتوجب التطرق هنا إلى قضية إس-400، التي تستخدمها واشنطن عنصرًا في المساومات. قبل أيام اتصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بأنقرة ونقل إليها تمني ترامب بأن تتراجع عن صفقة إس-400. من المعروف أن إجابة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كانت "التراجع غير وارد. القضية منتهية".

نتيجة لهذه التأخيرات والمماطلات يكسب تنظيم "بي كي كي"الإرهابي الوقت. والأنباء الواردة من الميدان تفيد بأن الإرهابيين يواصلون حفر أنفاق جديدة باتجاه الحدود التركية في منطقتي القامشلي وعين العرب، وتحصين مواقعهم.

يفسر المتابعون لهذه التحركات على أنها استعداد لما بعد انسحاب الولايات المتحدة. بالنظر إلى زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل فإن هذه التحركات تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

من الواضح أن الإرهابيين لن يغادروا المنطقة عن طيب خاطر. وإذا تمكنوا سيلجؤون إلى حماية شراكة بريطانية فرنسية ألمانية. وهذا يعني أن علينا حك جلدنا بظفرنا. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس