تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد إعلانها قرار الانسحاب من سوريا، صرحت الولايات المتحدة أن 200 جندي سيبقون لـ"حفظ السلام". طبعًا إن كنا نصدقها..

فترامب عندما أعلن قراره في 17 ديسمبر 2018، كان في سوريا ألفا جندي أمريكي. لم يطرأ أي تطور باستثناء الجدل حول كيفية الانسحاب.

على العكس، أرسلت واشنطن 600 جندي آخر إلى سوريا قبل أسبوعين، فضلًا عن 50 شاحنة تحمل مولدات كهربائية وآليات بناء ومواد لوجستية.

أي أن العدد ارتفع بعد قرار الانسحاب من ألفين إلى ألفين و600. لهذا من الواضح أن الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب، وعلى الأخص بعد إعلانها إبقاء 200 جندي في المنطقة.

عن الموضوع، يقول الجنرال المتقاعد نعيم بابور أوغلو:

"لنفرض أن واشنطن أبقت 200 جندي وسحبت 2400. سترسل جزءًا من هؤلاء إلى قاعدة الأنبار غربي العراق قرب الحدود السورية، والجزء الآخر إلى الولايات المتحدة..

بيد أنها ستبقي كادرًا استشاريًّا من أجل تنظيم "ب ي د"، وعناصر من أجل السيطرة على القبائل، علاوة على عملاء الاستخبارات وموظفي الخارجية والبنتاغون. وبالتالي هذا ليس انسحابًا في الاصطلاح العسكري وإنما إعادة انتشار".

ويشير بابور أوغلو أن "المنطقة الآمنة" التي تفكر بها الولايات المتحدة حافلة بالأفخاخ، مضيفًا:

"ما تفهمه وتصفه الولايات المتحدة ليس منطقة آمنة، وإنما عازلة. الهدف منها الحيلولة دون تعرض "ب ي د" لعمليات محتملة من الشمال أو الجنوب، وحمايته. ولهذا تتحدث عن قوة من البلدان الأوروبية أو العربية أو البيشمركة، أو من الثلاثة معًا.  

بهذا يواصل "ب ي د" أنشطته في المنطقة. وبعد ذلك يأتي الإعلان عن منطقة حظر طيران، ثم نرى في شمال سوريا ما رأيناه قبل عشر سنوات في شمال العراق.

ولدى سؤاله عما إذا كانت المنطقة العازلة التي تخطط لها واشنطن تشكل تهديدًا على اتفاقية أضنة، التي اقترحها بوتين، يجيب بابور أوغلو:

"ليس مجرد تهديد فحسب، الاتفاقية برمتها لن يكون لها أي قيمة. لأن معظم عناصر "ب ي د" في شرق الفرات، وهدف تركيا هو تحييدهم. إذا كانت هناك قوات أوروبية أو عربية أو أمريكية كيف يمكن القيام بعملية عسكرية؟ هذا غير ممكن.

من الجنوب أيضًا لا يمكن للنظام السوري تنفيذ عملية عسكرية، وروسيا أيضًا. في هذه الحالة ستكون اتفاقية أضنة سارية بالنسبة لغرب الفرات، حيث يوجد عدد قليل من عناصر "ب ي د" في منبج. وهناك أيضًا ستجد واشنطن حلًّا وسطًا، وتنهي المشكلة كما تريد أنقرة".

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس