هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

تعززت العلاقات بين أنقرة وبكين بفضل الزيارة الأخيرة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى الصين، والحوار الوثيق القائم بينه وبين نظيره شي جين بينغ.

هناك سلسلة من التطورات الإيجابية في العديد من المجالات. لا تبدو الاستثمارات الصينية في تركيا كبيرة جدًّا بالمقارنة مع البلدان الأخرى، لكن في حال سير الأمور على ما يرام والاستفادة من الإمكانيات يمكن توقع زيادة ملفتة.

أدرجت الحكومة الصينية تركيا ضمن مشروعها "حزام وطريق"، الذي توليه أهمية قصوى. في هذا المجال فقط، يُتوقع قدوم استثمارات بمليارات الدولار إلى تركيا.

تستعد شركة الخطوط الجوية الصينية لاستئناف رحلاتها إلى اسطنبول بعد فترة طويلة من الانقطاع. أما الخطوط الجوية التركية فهي فتسيطر بلا منازع على الحركة الجوية بين البلدين.

قبل أعوام تعهدت الصين بإرسال 500 ألف سائح إلى تركيا سنويًّا في حال السماح بمرور حاملة الطائرات "فارياغ" من المضائق التركية، لكنها لم تنفذ هذا التعهد أبدًا. على الرغم من زيادة السياح الصينيين في الآونة الأخيرة إلا أنها دون الهدف.

هناك عجز ضخم في الميزان التجاري لصالح الصين. على الرغم من استيرادنا كل شيء تقريبًا من الصين، لا نصدّر إليها إلا القليل من المنتجات.

من جهة أخرى، رغم كل التسيهلات السياحية التي توفرها تركيا للصينيين، تفرض بكين على الأتراك تأشيرة بشكل صارم.

***

مع كل ما ذكرته من تطورات إيجابية، هناك قضية مرشحة للتحول إلى أزمة بين البلدين، وهي تركستان الشرقية (الأويغور). يتابع الغرب انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المنطقة عن كثب.

ولأن سكان تركستان الشرقية مسلمون ويمتلكون صلات قرابة وثيقة مع الأتراك تتعامل أنقرة مع المسألة بدقة أكبر.

في الماضي كانت تركيا تستخدم خطابًا أشد لهجة بخصوص سياسات الحكومة الصينية في المنطقة المذكورة، وتنتقد بكين بشكل كبير في المحافل الدولية.

ولأن الصين لا تتسامح أبدًا مع الانتقادات في هذه المسألة وتهدد فورًا بخفض مستوى العلاقات، فضلت أنقرة اتباع أسلوب الانتظار والمراقبة لرؤية التطورات.

لكن أنقرة تتابع عن كثب ما يدور في تركستان الشرقية، ومن حين لآخر تعمل على الاستجابة لتطلعات الشارع التركي من خلال الحديث عن القضية.

عقب التصريحات والبيانات الأخيرة الصادرة عن الجانب التركي، أعلنت الصين وقف أنشطة قنصليتها في إزمير مؤقتًا. ونشر السفير الصيني دنغ لي بيانًا تحذيريًّا عبر رويترز.

ترد الصين بالمثل على كل خطوة تقدم عليها تركيا. وهذا ما يضع أنقرة أمام خيار صعب، فلا يمكنها تجاهل ما يحدث في تركستان الشرقية، ومن جهة أخرى، لا تريد الإضرار بالعلاقات مع الصين.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس