إسماعيل ياشا - أخبار تركيا

الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في تركيا ستجرى يوم الأحد، العاشر من الشهر الجاري، وسط توقعات بفوز شبه مؤكد ومريح لرئيس الوزراء ومرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، يحسم المعركة دون الحاجة إلى إجراء الجولة الثانية.

المرشح التوافقي لحزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية، أكمل الدين إحسان أوغلو، على عكس التوقعات وما تشير إليه استطلاعات الرأي، يعتقد أنه سيفوز في الجولة الأولى وسيحصل على 60 بالمائة من أصوات الناخبين، كما قال خلال زيارته لمدينة آيدين قبل حوالي شهر، مع أنه لا يوجد أي استطلاع للرأي يشير إلى فوزه، ناهيك عن حصوله على 60 بالمائة، والنسبة الأعلى التي ظهرت لصالحه حتى الآن في جميع استطلاعات الرأي هي 41.4 بالمائة التي جاءت في استطلاع الرأي الذي أجرته شركة “متروبول” للدراسات والذي يشير إلى أن أردوغان سيحصل على 49.7 بالمائة. وحتى في استطلاع الرأي الذي أجراه حزب الشعب الجمهوري لم يحصل إحسان أوغلو إلا على 38.1 بالمائة بينما حصل فيه أردوغان على 39.8 بالمائة. ترى، ما الذي دفع إحسان أوغلو للاعتقاد بأنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية بالحصول على60 بالمائة؟. هل رآه في المنام؟ ربما…

لا أدري؛ هل السيد إحسان أوغلو ما زال يحلم بالحصول على 60 بالمائة من الأصوات أم لا، إلا أن صاحب شركة “A&G” للدراسات “عادل غور” يرى أن أعلى نسبة يمكن أن يحصل عليها إحسان أغلو يوم الأحد هي 35 بالمائة، بل يتحدى قائلا إنه سيترك عمله إن حصل إحسان أوغلو على أكثر من هذه النسبة. وتشير نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شركة “عادل غور” إلى أن أردوغان سيحل في المرتبة الأولى (55.1 بالمائة) وسيأتي بعده إحسان أوغلو (33.3 بالمائة) ليحل دميرتاش في المرتبة الثالثة (11.6 بالمائة).

حزب الشعب الجمهوري حصل في الانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت في 30 مارس / آذار الماضي على حوالي 25.6 بالمائة بينما حصل حزب الحركة القومية على حوالي 17.8 بالمائة من أصوات الناخبين. وكان مجموع الأصوات التي حصل عليها الحزبان قبل أقل من خمسة أشهر حوالي 43 بالمائة. وأي نسبة أقل من 43 بالمائة سوف يعني هزيمة مدوية لكلا الحزبين ولمرشحهما. وإن حصل إحسان أوغلو في الانتخابات الرئاسية على أقل من 43 بالمائة فمن المتوقع أن يتهم كل واحد من الحزبين الآخر بالتقصير في التصويت لمرشحهما المشترك، وأن لا يقبل أحد منهما تحمل مسؤوليته في الهزيمة ودفع فاتورتها.

منذ إعلان حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية أكمل الدين إحسان أوغلو كمرشح توافقي لرئاسة تركيا وتسليط الأضواء على ما كان خافيا في سيرة الرجل، تصلني أسئلة عديدة، ويحتل سؤال “ألم يكن هذا الرجل أمين عام منظمة التعاون الإسلامي؟” المرتبة الأولى بلا منازع في قائمة الأسئلة. ومن نافلة القول أن نلفت إلى أن هذا السؤال استنكاري بامتياز وليس سؤالا استفساريا، وتسبقه غالبا كلمة “عجيب”، ويمد السائل صوته أو يكرر كتابة حرف الياء عدة مرات عند توجيه السؤال للتعبير عن شدة استغرابه واستنكاره. وأقول لهم باختصار وقلبي يحترق: “بلى، مع الأسف الشديد”، وأرى أن أردوغان مدين بالاعتذار للعالم الإسلامي لدور حكومته في انتخاب أكمل الدين إحسان أوغلو أمينا عاما لمنظمة التعاون الإسلامي.

“ماذا سيفعل أكمل الدين إحسان أوغلو بعد الانتخابات الرئاسية؟”.. إن فاز في الانتخابات فسيتولى رئاسة الجمهورية ويسكن في قصر تشنكايا لمدة خمس سنوات. وإن لم يفز، وهو المتوقع والأقرب إلى الواقع، فسيتم رميه كورقة محروقة، لأنه مشروع يتم اختباره حاليا وبعد التأكد من فشله لن يقف وراءه أحد؛ لا حزب الشعب الجمهوري ولا حزب الحركة القومية ولا جماعة كولن.

عن الكاتب

إسماعيل ياشا

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس