ترك برس

أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، انطلاق دوريات روسية في محيط محافظة إدلب السورية، وأخرى للقوات المسلحة التركية في المنطقة منزوعة السلاح، تزامنًا مع قصف عنيف للنظام السوري وميليشيات موالية لإيران على مناطق مأهولة بالمدنيين.

ولدى القوات المسلحة التركية 12 نقطة مراقبة عسكرية لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر بإدلب، فيما لدى الجيش الروسي 10 نقاط تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة حول سوريا.

وانطلقت دورية للجيش التركي الجمعة من نقطة المراقبة السادسة في قرية "تل العيس"، مرورًا بالنقطة السابعة في قرية "تل طوقان" ببلدة "سراقب"، وانتهت في نقطة المراقبة الثامنة بقرية الصرمان التابعة لمعرة النعمان.

وتواصل قوات النظام السوري، ومجموعات مدعومة من إيران، شن هجماتها على مناطق خفض التوتر في إدلب، بما فيها المنطقة منزوعة السلاح، رغم جميع الاتفاقات المبرمة بهذا الخصوص، حسب وكالة الأناضول التركية.

وتسببت الهجمات البرية والجوية على منطقة "خفض التوتر" بمقتل 111 مدنيا وجرح 335 آخرين منذ مطلع العام الجاري.

واتفاق سوتشي أبرمته تركيا وروسيا في سبتمبر/أيلول 2018 بهدف تثبيت وقف إطلاق النار فيإدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

ويتفق محللون وسياسيون سوريون على أن "تركيا لن تسمح لقوات الأسد بمهاجمة فصائل المعارضة في محافظة إدلب شمال البلاد"، كونها مسألة تهدد أمنها القومي.

وفي هذا الصدد، رأى المحلل السياسي السوري جاسم المحمد، خلال حديث لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، أن "تركيا لن تسمح لقوات الأسد بمهاجمة إدلب، وخاصة في ظل وجود حوالي 3 ملايين سوري في تلك المناطق".

وأضاف أنه "في حال فتحت معركة إدلب، فستكون تركيا أول الذين سيتأثرون من خلال حركة النزوح الكبيرة من الشعب السوري باتجاه الأراضي التركية، بالإضافة إلى أن المدن التركية الجنوبية ستكون في مرمى نيران النظام السوري وحزب PYD، وبالتالي فإن هذا مساس مباشر بالأمن القومي التركي".

في المقابل، لفت المحمد إلى "امتلاك تركيا أوراق قوة في حال مهاجمة النظام مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، منها السماح لقوات المعارضة بمهاجمة قوات نظام الأسد، حيث ستكون كارثة حقيقية على النظام و سيكون الخطر الأكبر على الساحل السوري المتاخم لمحافظة إدلب وشمال غربي حلب".

من جانبه، ذهب عضو الائتلاف السوري المعارض السابق حسين البسيس، إلى أن "المتابع لملف إدلب ونتائج أستانا يتبين أن تركيا لن تسمح لقوات الأسد والمليشيات الموالية له بمهاجمة إدلب، سيما أن تركيا لها نقاط عسكرية بتلك المنطقة".

وأشار البسيس إلى أن "الواقع الحالي وهجمات النظام على المنطقة التي نتج عنها عشرات الشهداء والجرحى المدنيين يحتاج إلى إجابات من الجانب التركي، خاصة أنه أحد الضامنين لوقف التصعيد في تلك المنطقة، حيث إن عدم لجم النظام واستمراره بالقصف يثير تساؤلات عدة، ربما ستكشف عنها الأيام القادمة"، على حد قوله.

وأكد البسيس أنه "في حال لم يتم الضغط على نظام الأسد بشكل حقيقي وفعلي، لوقف الهجمات على مناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب شمال سوريا، فستذهب الأمور لسيناريوهات أخرى ومنها التغيير الجيوسياسي في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!