ترك برس

طرحت تكثيف النظام السوري والمليشيات الإيرانية الهجمات على محافظة إدلب، تساؤلات عديدة في ظل التفاهمات القائمة بين تركيا وروسيا حول الوضع في المنطقة.

وتشكل إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة "خفض تصعيد" بموجب اتفاق أبرم في سبتمبر/أيلول 2017 بين تركيا وروسيا وإيران في أستانة عاصمة كازاخستان.

وتزايدت مؤخرًا هجمات قوات نظام بشار الأسد والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران على منطقة "خفض التصعيد"، منتهكة اتفاق "سوتشي"، حسب وكالة الأناضول التركية.

وتسببت الهجمات البرية والجوية على منطقة "خفض التصعيد" بمقتل أكثر من 100 وجرح عدد كبير من المدنيين منذ مطلع العام الجاري.

وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي، من منتجع سوتشي، عقب مباحثات ثنائية، اتفاقا بإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب ومحيطها.

صحيفة العربي الجديد قالت إن القصف المتواصل يثير أسئلة متعددة حول جدية الجانب الروسي في تجنيب المنطقة صراعاً جديداً، وخصوصاً أنه - كما يبدو - لم يضغط على النظام لإيقاف القصف.

وترى الصحيفة، أن النظام يحاول دفع شمال غربي سورية إلى مزيد من التأزيم، في محاولة لانتزاع السيطرة عليه، أو على الأقل السيطرة على ريف إدلب الجنوبي، ومناطق في الريف الغربي.

وفي ظلّ هذه التطورات، تستعد المعارضة السورية لترتيب أوراقها السياسية والعسكرية لمواجهة الاحتمالات كافة، بما فيها عودة الصراع إلى مربعه الأول.

وبعد يوم على بدء تسيير دوريات تركية، قصفت قوات النظام السبت بالمدفعية والصواريخ، أحياء ومحيط مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادّية. كما طاول القصف مناطق عديدة في بلدة معرة حرمة وبلدة زيتان بريف حلب الجنوبي.

كذلك قصفت قوات النظام بالمدفعية الحي الشمالي في مدينة قلعة المضيق بريف حماة الغربي، وقرية الحويز، بالتزامن مع تحليق طائرة حربية روسية فوق جبل الزاوية وجبل شحشبو، ومنطقة سهل الغاب شمال غربي مدينة حماة في وسط البلاد.

وفي السياق، قال الناشط أدهم الحسن من مدينة خان شيخون إنّ المواقع التي يصدر القصف منها على المناطق المشمولة بالاتفاق الروسي التركي، "تتمركز فيها مليشيات محلية تديرها روسيا لا إيران"، ما يثير علامات استفهام عديدة حول سبب سماح موسكو بالقصف رغم التفاهمات مع تركيا.

ومن المقرّر أن تعقد قوى المعارضة السورية اجتماعاً موسعاً خلال الفترة المقبلة في مدينة أنطاكية جنوب تركيا، وذلك بهدف بحث مصير إدلب، وقضايا أخرى، منها مصير الحكومة المؤقتة التي استقال رئيسها جواد أبو حطب، أخيراً. لكن الموعد النهائي للمؤتمر لا يزال غير محسوم.

من جانبه، كشف أبو يوسف -وهو قائد ميداني في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)- عن عمليات عسكرية وصفها بالنوعية تشنها المعارضة المسلحة على مواقع قوات النظام في ريف حماة تعتمد عنصر المباغتة، كرد على خروق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن روسيا تسعى للسيطرة على المنطقة الجنوبية من إدلب وتهجير الآلاف إلى الشمال.

وأضاف، وفق شبكة الجزيرة، أن المعارضة قادرة على مواجهة أي تحرك عسكري بري تقوده روسيا وإيران للتقدم في محافظة إدلب، شرط أن تتوحد الفصائل جميعها في غرفة عمليات مركزية.

ويرى الصحفي منهل باريش أن تصعيد القصف في إدلب يعكس مدى الخلاف بين موسكو وأنقرة، بسبب عدم تنفيذ جميع مقررات مؤتمر سوتشي، خاصة البنود المتعلقة بفتح الطرق الدولية، حلب-دمشق وحلب-حماة، التي كان من المقرر أن تفتح قبل حلول 2019 بحسب ما نصت عليه وثيقة التفاهم بين الأطراف الضامنة.

ورجّح باريش أن يستمر التسخين في منطقة خفض التصعيد الرابعة إلى أن تنهي تركيا حل ملف التنظيمات الراديكالية الذي يعتبر أولوية لا تقبل التأجيل بالنسبة لموسكو، وهو ما سيمهد الطريق الآمن لتسيير دوريات روسية تركية مشتركة في المنطقة منزوعة السلاح في عمق سيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة إدلب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!