ترك برس

شكك محللون سياسيون أتراك في رغبة طهران في التعاون مع أنقرة لتوجيه ضربة لتنظيم "بي كي كي"، مشيرين إلى أن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين البلدين ضد التنظيم لا تعني تطابق مواقف البلدين.

وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الأربعاء الماضي أن بلاده تأمل في إطلاق عمليات أمنية مشتركة مع إيران ضد عناصر تنظيم "بي كي كي"، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية. وقال: "إن شن عملية مشتركة اقتراح تدافع عنه الدولة التركية منذ فترة طويلة. نحاول معًا التقدم في هذه القضية وهناك مبادلات عديدة بين أجهزة استخباراتنا".

ويرى نهاد علي أوزجان، محلل السياسة الأمنية والأستاذ في جامعة توب للعلوم والتكنولوجيا، أن طهران لن تتخذ اجراءات صارمة ضد تنظيم "بي كي كي"، إذا ما بعث الحزب لها برسالة بأنه ليس جزءا من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على إيران.

ويخوض "بي كي كي" حركة تمرد ضد الدولة التركية منذ 1984. وقتل أكثر من أربعين ألف شخص بينهم عدد من المدنيين في المواجهات بين قوات الأمن وتنظيم "بي كي كي" الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا منظمة إرهابية.

وتعاونت تركيا وإيران في بعض الأحيان ضد "بي كي كي" في الماضي، ولكن وسائل الإعلام التركية انتقدت إيران في كثير من الأحيان أيضا متهمة إياها بتقديم الحماية للحزب. ومن جهة أخرى، تنجز تركيا بناء جدار أمني على حدودها مع إيران لمنع تنقل الإرهابيين في الاتجاهين بين البلدين.

ويتردد على نطاق واسع أن واشنطن قد ترغب في استخدام حزب الحياة الحرة (بيجاك) الفرع الإيراني لتنظيم "بي كي كي" لزعزعة استقرار إيران.

وقال مراد بيلهان، نائب رئيس المركز الآسيوي التركي للدراسات الإستراتيجية الذي يتخذ من إسطنبول مقرًا له لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا": "إن طهران إذا شعرت بأن حزب الحياة الحرة يشكل تهديداً لها، فإنها ستتحرك ضد تنظيم "بي كي كي"".

ولكن بيلهان، وهو بدلوماسي سابق، لم يستبعد في الوقت نفسه عملية مشتركة ضد "بي كي كي"، مشيرا إلى حقيقة أن إيران تبحث عن حلفاء لكسر العقوبات والضغوط الأمريكية الخانقة عليها.

وأوضح بيلهان أن إيران استخدمت تنظيم "بي كي كي" ضد تركيا في الماضي عندما لم يشكل تهديدًا لها، ولكن من مصلحة طهران في الوقت الحالي التعاون مع تركيا.

ويرى أوزجان الذي أصدر كتابا عن "بي كي كي"، أن إيران تريد، قبل اتخاذ أي قرار، أن ترى شكل العلاقات بين الولايات المتحدة و"بي كي كي" في الأيام القادمة وتزن إيجابيات وسلبيات تحويل "بي كي كي" إلى قوة معادية لنفسها في العراق وسوريا.

وحتى إذا نفذت عملية مشتركة بين أنقرة وطهران ضد تنظيم "بي كي كي"، فإن أوزجان لا يعتقد أنها ستعني الكثير فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين أنقرة وطهران.

وأشار إلى أن علاقات إيران مع "بي كي كي" تعود إلى عام 1982، ولذلك فإن التعاون ضد "بي كي كي" بين الجارتين في العقود الماضية كان أكثر سطحية من كونه تعاونا حقيقيا.

وأضاف أن "هناك حاجة إلى تعاون طويل الأجل ومتزامن بين البلدين لتوجيه ضربة قاتلة لتنظيم "بي كي كي"".

وقالت قناة أولوصال التركية إن "إيران ترى ضرورة مشاركة العراق وسوريا في العملية ضد "بي كي كي"، ولكن أنقرة ترفض إجراء حوار مع النظام السوري وتعتبره قد فقد شرعيته."

ووفقًا لبيلهان، فإن إعلان وزير الداخلية التركي عن العملية المشتركة هو رسالة في الوقت نفسه إلى كل من الولايات المتحدة وروسيا.

وأشار إلى أن موسكو لا تعترف بتنظيم "بي كي كي" كمجموعة إرهابية، وإن روسيا ليس لها موقف عدائي من الحزب ولا من فرعه السوري، وحدات حماية الشعب (تنظيم "ي ب ك".

أما بالنسبة إلى واشنطن، فلطالما انتقدت أنقرة الإدارة الأمريكية لتقديمها الدعم العسكري لوحدات حماية الشعب، قائلة إن الولايات المتحدة زودت "ي ب ك" بـ 23000 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمركبات المدرعة خلال الثورة السورية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!