هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

إذا لم ننظر إلى المكان الذي يتوجب علينا النظر إليه نُعتبر عميانًا..

وإذا لم نرَ النار ونشعر بحرارتها فسوف نحترق..

لا فائدة من التوجه إلى نظريات مؤامرة الواحدة منها أغرب من الأخرى! فالحادثة نفسها هي مؤامرة بحد ذاتها!

إنه ليس مجرد هجوم إرهابي بسيط. من أجل الحيلولة دون فهمه هكذا تم رسم كتابات وأسماء وتواريخ وأرقام بعناية. 

أما من يظهرون على الشاشات صباح مساء ويقولون "نفذوا هجومًا على المسلمين في الطرف الآخر من العالم"..

هؤلاء لم يفهموا أبدًا الغاية من تصوير الهجوم من أوله إلى آخره ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

في حين أن من يعرفون خفايا العالم الرقمي يدركون أن الهجمات تنفذ حيثما يوجد المسلمون في كل منطقة من العالم. 

كما ان فوهة السلاح موجهة نحو تركيا، أي نحو القوة التي حملت الإسلام على منذ مئات السنين. 

***

والآن لنقرأ هذه الفقرة معًا: 

"من أجل تشكيل شرخ دائم بين تركيا العضو الحالي في الناتو والأمم الأوروبية في الحلف، وبالتالي تحويل الناتو إلى جيش أوروبي متحد لدفع تركيا إلى موقع القوة المعادية القديمة..".

ربما تظنون أن هذه العبارات وردت في ندوة لمؤسسة تطوير الاستراتيجيات في أوروبا أو في اجتماع لحزب متطرف من الجيل الجديد..

لكن هذه العبارات موجودة في بيان للإرهابي برينتون تارنت، الذي نفذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا. 

يسأل نفسه "لماذا نفذت هذا الهجوم؟". ويقدم الإجابات عن هذا السؤال. 

والفقرة أعلاه هي واحدة من الإجابات. 

يرأيكم هل هذه العبارات يمكن أن تكون لشخص "غير متعلم" (هذا ما وصف الإرهابي به نفسه). 

كما أن البيان يتضمن فقرة عن "خطر بلقنة الولايات المتحدة"، أنا على ثقة تامة بأنها "قص- لصق" من نص أرسل إليه خصيصًا (ملاحظة: مصطلح البلقنة ليس من عندي وإنما يرد في نص البيان).

***

يقول المؤرخ مراد بارداقجي: "ليس هناك مؤرخ قادر على كتابة الأسماء التاريخية على تلك البنادق، وبالأحرق الكيريلية الصربية والأبجدية الجورجية". وهو محق بذلك. 

كما أن الرسائل على البنادق ومخازن الذخيرة عميقة أكثر مما يجري الحديث عنه في الإعلام، من ينظرون بتمعن يمكنهم رؤيتها. 

الأمر المؤكد أن الهجوم هو عملية استخباراتية.

هناك "عمل" استراتيجي وشامل يفوق قدرات الإرهابي بمراحل. بناء عليه ينبغي علينا إجراء تحليلاتنا واستعداداتنا.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس