مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

سلمت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، منتجة مقاتلات إف-35، أول مقاتلتين إلى تركيا العام الماضي. تستخدم المقاتلتان حاليًّا في تدريب الطيارين الأتراك في الولايات المتحدة. 

بحسب ما هو مخطط له، ستسلم الولايات المتحدة العام الحالي مقاتلتين أخريين، وستنتقل المقاتلات الأربع إلى القاعدة الجوية في ملاطيا.

عملية التسليم التي أرجأتها وزارة الدفاع الأمريكية تشمل تمركز هذه المقاتلات في ملاطيا والمعدات اللازمة من أجل الطلعات التدريبية. 

غير أن هذه الخطوة لا تعني أنه "لن يكون هناك مشكلة في عملية تسليم المقاتلات". 

***

تركيا شريك من تسعة في مشروع إنتاج إف-35، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وهولندا وكندا وإستراليا والدنمارك والنرويج. 

وفي وقت لاحق، انضمت إسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية إلى المشروع. وكانت إسرائيل من أول البلدان التي حصلت على المقاتلات. 

***

يتطلب إخراج تركيا من المشروع قرارًا بإجماع الأصوات من جانب بفية الشركاء، وهذا أمر ليس باليسير. 

غير أن اتفاقية الشراكة لم تخول أي محكمة لفض النزاعات في حال عدم تسليم المقاتلات.

بمعنى أن الولايات المتحدة إذا لم تسلم المقاتلات رغم دفع تركيا ثمنها، لا يوجد محكمة يمكن لأنقرة أن تلجأ إليها. 

هناك فقط حادثة مشابهة من القرن الماضي.

إبان الحرب العالمية الثانية لم تسلم الولايات المتحدة طائرات إلى بريطانيا على الرغم من أن هذه الأخيرة سددت ثمنها، وقالت واشنطن "لا يمكن لهذه الطائرات التحليق في الأجواء الأمريكية".

نقلت بريطانيا الطائرات بواسطة شاحنات إلى كندا، ومن هناك اقلعت إلى الأراضي البريطانية. 

***

تنتج الشركات التركية قطعًا هامة من مقاتلات إف-35. 

إذا حاولت الولايات المتحدة إخراج تركيا وشركاتها من المشروع، سيتوجب عليها العثور على موردين جدد، وسيتأخر المشروع وترتفع الكلفة.

أبدى مجلس الشيوخ سابقًا امتعاضًا شديدًا من تأخر المشروع 8 سنوات وتجاوز كلفة كل طائرة 102 مليون دولار. تم تخفيض الكلفة بصعوبة كبيرة إلى 90 مليون دولار. 

سيدرس مجلس الشيوخ مجددًا مثل هذا القرار. 

لكن لا بد من الإضافة بأن الشركات الإسرائيلية ترغب كثيرًا بإنتاج القطع المصنعة في تركيا. 

يقف وراء قرار البنتاغون هذا نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، أكثر من القلق من فك رادارات إس-400 أسرار قدرة إف-35 على الاختفاء.

ولهذا لا يبدو الحل سهلًا. 

رغم أن الأمر يبدو صعبًا إلا أن المسؤولين الأتراك والأمريكيين يواصلون اتباع "دبلوماسية وراء الأبواب".

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس