ترك برس

رأى للكاتب والباحث مروان قبلان، أن تركيا باتت أمام مفترق طريق خطير، وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وقال الكاتب السوري، في مقال بصحيفة العربي الجديد، إنه في اليوم نفسه الذي فقد فيه حزب العدالة والتنمية سيطرته على البلديات الكبرى في البلاد، خلال انتخابات الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية وقف كل الشحنات المتعلقة بمعدّات توريد طائرات إف 35 إلى تركيا، حتى تتراجع الأخيرة عن شراء منظومة إس 400 الدفاعية من روسيا.

واعتبر قبلان أن هذا الموضوع لم يعد تفصيلاً في العلاقات التركية - الأميركية، "فواشنطن ترى أن شراء السلاح من روسيا ليس مجرد عملية تجارية أو صفقة تسلح عادية، بل تقع في قلب خيارات تركيا الاستراتيجية الكبرى، وأن أنقرة، بإصرارها على شراء المنظومة الروسية، ربما قرّرت فعلاً الذهاب باتجاه شراكة استراتيجية مع روسيا، لا يستقيم معها استمرار علاقاتها مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل عام".

وأشار إلى أن التنافس الروسي - الأميركي على تركيا بلغ مداه، وأصبح الاختيار بحاجة إلى قرار، ذلك أن تركيا، كما بات واضحاً، لا يمكنها البقاء في "الناتو" وتطوير علاقة استراتيجية مع روسيا في الآن معاً، خصوصاً في ضوء التوتر المتصاعد بين الحلف والأخيرة في البلطيق وشرق أوكرانيا وغيرهما.

وتابع: "قد يكون هذا القرار الأصعب الذي على أردوغان اتخاذه منذ وصوله إلى الحكم عام 2003، فإلغاء صفقة إس 400 ستوجه ضربة كبيرة لعلاقاته الناشئة مع فلاديمير بوتن، وستكون لذلك انعكاسات مهمة على التفاهمات معه في سورية، التي تنظر لها أنقرة الآن باعتبارها قضية أمنها القومي الأولى.

أما الاستمرار في الصفقة، فسوف يرتب عليها غضباً أميركياً يأتي على شكل حظر بيع أسلحة، وضغوط اقتصادية، وقد يصل إلى حد تخيير تركيا بين عضويتها في "الناتو" وعلاقتها بروسيا.

وهذا لا يعني طبعاً أن تركيا في موقف ضعف، بدليل هذه المنافسة الشرسة على كسبها، وخصوصاً أن روسيا أبدت استعداداً لتعويضها عن طائرات إف 35 الأميركية بطائرات سوخوي 57 التي تحمل مزايا مماثلة.

لكن الأمور ليست ببساطة إبدال سلعةٍ بسلعةٍ أخرى، فتركيا أمام مفترق طرق خطير، إذ باتت بعدما صار مطلوباً منها أن تحسم خياراتها، في قلب صراعٍ مرير قد يؤدي إلى تهشيمها". يقول الكاتب السوري.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن صفقة منظومة "إس 400" الروسية، أُبرمت وانتهى الأمر، ولن تتراجع تركيا عنها.

وأضاف تشاووش أوغلو "عرضت الولايات المتحدة علينا مؤخرا منظومة باتريوت، لكن دون ضمانات للبيع". وتابع: "لا يمكن إجبار تركيا على الاختيار بين الغرب وروسيا، وهي لن تسلك مثل هذا المسار".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!