ترك برس

قالت جانا جبور الأستاذة في مركز العلاقات الدولية (CERI) بالعاصمة الفرنسية باريس، إن تركيا قوة صاعدة عالميا، وأن قرارها شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المتطورة إس 400 جاء من أجل تعزيز استقلاليتها على المسرح العالمي.

وأضافت الخبيرة في الشأن التركية في حديث لوكالة سبوتنيك، أن القرار التركي بشراء إس 400 كان يتعلق بالاستخدام الفعال للموارد الاقتصادية، وليس رغبة في مواجهة حلفائها الغربيين.

وأوضحت أن العرض المقدم من روسيا كان أكثر تنافسية من العرض الذي قدمته الولايات المتحدة، مشيرة إلى التمويل المواتي والتكلفة الإجمالية البالغة 2.5 مليار دولار لصفقة الصواريخ الروسية، مقارنة بالعرض الأمريكي البالغ 3.5 مليار دولار لمنظومة باتريوت PAC-3.

وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر جليك، أكد السبت الماضي أن بلاده كانت تريد في  البداية اقتناء منظومات "باتريوت" الأمريكية الصاروخية للدفاع الجوي، لكن الولايات المتحدة عرضت شروطًا غير مفيدة حول منح القرض؛ و"لهذا السبب وقعنا اتفاقًا مع روسيا لشراء صواريخ إس 400."

وتابع جليك قائلا: "إننا بلا شك نشتري هذه المنظومات بالدرجة الأولى من أجل ضمان حماية حدودنا من الهجمات المنفّذة من سوريا. لكننا بالتالي سنحمي أيضا حدود الاتحاد الأوروبي والناتو".

وفي معرض تعليقها على سبب اختيار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هذا التوقيت بالذات للتأكيد على أن الصواريخ الروسية لن تكون تهديدا لحلف الناتو، أشارت الباحثة الفرنسية إلى أن الرئيس أردوغان وحزبه ربما يشعران بالأمان أكثر بعد انتخابات الأسبوع الماضي، مما يسمح لهم بالسعي إلى تطبيع العلاقات والتقارب مع الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات المقبلة في عام 2023.

لكنها استدركت أن من غير المرجح أن يرحب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بشكل إيجابي ببيان تركيا، حيث ينظران نظرة سلبية للتقارب بين تركيا وموسكو. وتعتقد القوى الغربية أنه تحت قيادة أردوغان، كانت تركيا تنحرف بعيدًا عن أوروبا، وكان أردوغان يتحدى الغرب من خلال الدخول في علاقات جيدة مع روسيا.

وأشارت جبور في ختام حديثها إلى أن أنقرة بوصفها قوة صاعدة انخرطت عمدًا في سياسة مستقلة على المسرح العالمي، وسياسة تعتمد على تنويع شركائها والعلاقات الخارجية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!