أحمد تاشغاتيران – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أتساءل ماذا سيقول فتح الله كولن إذا ما أدلى بتصريح؟ مثلاً هل سيبدي ردة الفعل التي أبداها إثر حادثة مافي مرمرة؟

أم أن كنش يكتب باسمه ؟ حيث جعله يكتب في جريدة زمان تعليقاً على عملية شاه الفرات. وقد كال في ذلك المقال الاتهامات العديدة لرئيس الجمهورية ولرئيس مجلس الوزراء.

وقد أفاد في ذلك المقال بأنهم يباركون من أعماق قلبهم للقوات المسلحة التركية هذه العملية ذلك أنها كانت حكاية نجاح على المستوى الاستراتيجي والتوقيت والتنفيذ.

أما ما يخص أردوغان وداود أوغلو فكان نصيبهم من هذا المقال أن وصفهم بأنهم عصابة سياسية حريصة على السلطة. هكذا تحدثوا عن عملية شاه الفرات.

ويتفق حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية تماماً في هذا الموضوع . أما الناس العقلاء من كل الأطرف فيعبرون عن آرائهم في نجاح العملية ووجوبها. وقد كان القرار السياسي صحيحاً أيضاً, ونفذه الجيش بالشكل الأمثل. وبطبيعة الحال ليس هناك فرق بين السياسيين والجيش سواء في أخذ القرار أو في تنفيذه. فالسياسيون لا يريدون أن ينصبوا أنفسهم كقادة على الجيش ولا الجيش يريد أن يتدخل في العملية السياسية.

أما الجماعة فتفعل ما لا تفعله حتى المعارضة وذلك من خلال عدم تفويت أية فرصة لمحاولة خلق صراع بين الحكومة والجيش.

وصورة الجيش اليوم حسب تصوير الجماعة و كنش هي: "كانت عملية ناجحة جداً على الصعيد العسكري" وسيقرأ أرهان باشيورت ذلك ليقول: "أحسَنَ تنظيم كولن هاجم الحكومة ولكنه ثمّن دور الجيش, لذلك فلنحبهم". أليست هذه عملية مدهشة أيضاً؟

أُعيد الجملة الأولى:

ماذا سيقول فتح الله كولن إذا ما أدلى بتصريح؟

هل سيأخذ أقوال كنش بالحسبان؟

السؤال الذي يشغل الجماعة, هو تأسيس سياسة خاصة بالجماعة واستخدامها ضد الدولة وفي حال عدم نجاحها فالحل في خلق معارضة داخلية.

في هذه الأيام جميع الطرق المفترضة إلى الدولة مغلقة, وفوق ذلك فإن الدولة بدأت حرباً لا هوادة فيها ضد إنشاء الجماعة لكيان مواز. لذلك فهم يشعرون بغضب عارم الآن وكلما وجدوا الفرصة لمهاجمة الحكومة فإنهم لا يتوانون عن ذلك البتة بدون أن يفكروا فيما إذا كان ذلك من مصلحة تركيا أم لا.

كان يجب أن تُسلم السياسة الخارجية لهم !

لم يكن من الواجب أن ندعي وجود سياسة خارجية مستقلة.

ما هي علاقتكم بالعمق الاستراتيجي !

كان من الواجب عليكم أن تظلوا ضمن الحدود المرسومة لكم.

كانت الجماعة تدّعي وجود هدف عالمي لها. فكانت لهم مشاريع في آسيا وأمريكا وأوربا وأفريقيا ... حتى أن البعض سألهم "ماذا تفعلون في روسيا!" هل أنتم جواسيس لأمريكا؟ إن كنتم لستم جواسيس لأمركيا فماذا كانت وظيفتكم؟

حقاً ماذا كنتم تفعلون في وسط آسيا في الجمهوريات التركية؟ فإذا كان افتتاح مدارس في أفريقيا لإرضاء الله فما هو مفهوم إرضاء الله بالنسبة لكم؟ فإذا لم يكن لنا أن نتحدث عن العمق الاسترتيجي فهل كان يجب علينا أن نتحدث عن العمق في إرضاء الله؟

كان أحمد داود أوغلو رجلاً حالماً. كان يسعى خلف الأحلام العثمانية. فماهي الأهداف التي كنتم تسعون خلفها في أفريقيا؟

ماهي الأحلام التي كان رئيس مجلس الوزراء الحالي أو رؤساء الجمهورية السابقين يسعون خلفها والتي كانت تتناسب مع أحلامكم وفعالياتكم في كل المناطق الجغرافية؟

ردود أفعال المعارضة الرئيسة والمعارضة الوليدة حكاية مكتملة الجوانب. فليرَ الأصدقاء في المعارضة ردات الفعل. ولكن ردات فعل الجماعة عبارة عن جُرم. عبارة عن إنكار للذات وانقلاب عليها. فالحقد الموجود عند قيادتها يفتح الطريق لردات فعل تخرج عن نظاق المعقول. حيث اتبعوا أسلوب كنش في تحليل الأمور.

الآن لا وجود لكولن وإنما الموجود هو كنش. وحسب وجهة نظري فإن الجميع يتبعون أسلوب كنش. ولا يهتدي أحدهم ليسأل "هل نحن كنش؟"

وفي رأيي أن القاعدة الجماهيرية للجماعة لن توافق على ردات الفعل الصادرة من قيادتها في هذا الموضوع. فالقيادة قد جنّت, فالتصريحات التي يتم تداولها منذ حادثة مافي مرمرة هي تصريحات مجنونة بامتياز.

مجنونة ... فهي في طرف إسرائيل, والولايات المتحدة, والاتحاد الأوربي, ولكن ليست في طرف تركيا البتة.

والظاهر أن التخلص من هذا الموقف المسموم صعب جداً طالما أن رئيس الجمهورية في تركيا هو أردوغان وطالما أن رئيس الوزراء داود أوغلو والحكومة حكومة العدالة والتنمية.

ليهلك هذا العالم!

إذا كان أردوغان وداود أغلو على قمته, وإذا كان الحاكم هناك حزب العدالة والتنمية.

هم غاضبون جداً من الشعب وذلك لأنه يدعم أردوغان وداود أوغلو...

في كل حادثة نشاهد غرق الجماعة أكثر.

أم أن عملية شاه الفرات  كانت ضدهم؟

فهم أكثر من امتعض من العملية ... 

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس