هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

تسعى اللوبيات الأرمنية في العالم والدولة الأرمينية منذ مدة طويلة إلى جعل المجتمع الدولي يعتبر حالات الموت عام 1915 في الأناضول "إبادة جماعية". ويمكن القول إنها حققت مرادها بنسبة كبيرة. 

استخدم الكثير من البلدان الكبيرة والصغيرة لتوصيف أحداث 1915، مصطلح "الإبادة الجماعية" الذي ترفضه تركيا. 

قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير بخصوص اعتبار أحداث 1915 "إبادة جماعية" ينتهك قرارًا للجنة الدستورية الفرنسية، ولا يبدو الحال مختلفًا كثيرًا في الولايات المتحدة. 

اعتبر الكثير من الولايات حتى اليوم المزاعم الأرمنية "إبادة جماعية". أما في الكونغرس الأمريكي فيرد إلى مجلسي الشيوخ والنواب فيه باستمرار مشاريع قوانين في هذا الخصوص.

تطالب مشاريع القوانين المذكورة الرئيس الأمريكي باستخدام كلمة "genocide" أي "الإبادة الجماعية" عوضًا عن كلمة "Meds Yegern" وتعني باللغة الأرمنية "الكارثة الكبرى".

بيد أن القانون واضح وصريح. من أجل اعتبار جريمة ما "إبادة جماعية" يتوجب أن يُتخذ هذا القرار من جانب المحاكم المعنية والمخولة.

وبالتالي، لا يمكن لأي مؤسسة سياسية أن تحرف الأحداث التاريخية على هواها، ثم تطلق حكمًا عليها.

***

لم تلجأ تركيا إلى أسلوب النعامة وإخفاء رأسها في الرمل بخصوص الأحداث المؤلمة التي وقعت في عام 1915. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ أن شغل منصب رئاسة الوزراء حتى اليوم، يصدر بيانات يعرب فيها عن أسف بلاده بخصوص الأحداث المؤلمة التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى. ويوجه رسائل التعازي إلى الطائفة الأرمنية.

كما كتب أردوغان إلى الزعيم الأرميني الأسبق روبرت كوتشاريان خطابًا اقترح فيه أن يفتح البلدان أرشيفيهما، ويحلا المشاكل العالقة بينهما عبر الحوار.

تحت تأثير اللوبيات الأرمنية، التي تحتاجها أرمينيا على صعيد المساعدات الاقتصادية، تقف يريفان موقف المتفرج إزاء التضييق المستمر على تركيا.

***

وهنا لا بد لي من تسجيل بعض الانتقادات تجاه الموقف التركي. في مثل هذه الأوقات من كل عام تحتج دبلوماسيتنا بلهجة شديدة على البلدان التي تتخذ قرارات بخصوص المزاعم الأرمنية، وتستدعي سفراء منها. لكن للأسف، رغم قوتها لا تستطيع تركيا أن تفرض كلمتها في هذا المجال.

على الرغم من انتشار عدد كبير من الأتراك في كل أنحاء العالم إلا أننا لا نملك لوبي في الخارج. حتى في البلدان التي يتوجب أن نكون فيها أقوياء مثل ألمانيا وفرنسا، لا يصدر عنا صوت.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس