محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

يتحول الرئيس الأمريكي أوباما شيئا فشيئا إلى أردوغان. كثيرا ما تعقد الدهشة لساننا أمام ما يحدث، وأحيانا لا يكون هناك مفر من تحكيم العقل في الأحداث التي نشاهدها، وتحول أوباما إلى أردوغان مثال على النوع الثاني من الأحداث.

صرح أوباما بأن سوريا لن تنعم بالاستقرار ما دام الأسد في السلطة، وذلك عقب لقاء الرئيس الأمريكي مع أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد الثاني" البارحة، وأعرب أوباما عن قلقله العميق حيال ما يدور في سوريا، قائلا: "سنستمر في دعمنا للمعارضة المعتدلة في سوريا."

مثل أردوغان

أليست هذه الكلمات هي بعينها كلمات أردوغان التي صرح بها منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه قنابل الدولة تستهدف الشعب في سوريا؟ وربما تستبدلون دهشتكم بالضحك أمام كلمات "كلتشدار أوغلو".

أريد الآن إعطاء أمثلة عن الأمور التي تستدعي الدهشة: ألا يدهشكم تحول زعيم المعارضة "كلتشدار أوغلو" إلى "بشار الأسد" أو تحول "حزب الشعب الجمهوري" المعارض إلى "جماعة غولن".

وربما يستبق الضحك مشاعر الدهشة حيال كلمات "كلتشدار أوغلو"، الذي تحدث عما سيفعله لو صار رئيس وزراء: "أخاطب 77 مليون تركي… أعدكم أن الدم لن يهدر إذا ما أصبحنا نحن الحكومة وأن السلام سيعم الشرق الأوسط. ونحن من سنبني سوريا والعراق من جديد. ونحن من سنكون جسور السلام من جديد....".

وأضاف "كلتشدارأوغلو": "نحن من سيصلح ما بين "رئيس بلدية شيشلي مصطفى صاري غُل ورئيس بلدية شيشلي الحالي خيري إنونو."

أسلوب غير لائق

استمعوا إلى الكلمات التي وجهها زعيم حزب الحركة القومية ثاني حزب معارض في البرلمان "دولت بهتشلي" إلى رئيس الأركان الجنرال "نجدت أوزال": "لقد رأى الجميع رئيس الأركان أوزيل باشا كيف أسرع إلى سليمان شاه. لطالما أن سليمان شاه هو قطعة من وطنكم فلم تخليتم عنه؟ من نصحكم بهذا؟ كيف ستفسرون هذا أمام التاريخ؟ ما هو الوطن بالنسبة لك يا أوزيل باشا؟ هل هربت من المدرسة الحربية ولم تستمع إلى الدرس الذي يتكلم عن الوطن؟...". ألا تصيبكم هذه الكلمات بالدهشة؟

إنهم حقا مختلفون

إنّني أذكر كلمات قالها أحد السياسيين الأتراك القديرين "طوران غونيش": "نحن السياسيون لا نشبه أحدا، أجسادنا تعمل بطريقة مختلفة." تذكرني بها وتؤكدها لي تصريحات لاعبي السياسة. فالسياسيون أناس محترمون قديرون في حياتهم الشخصية، إلا أنهم يتغيرون وهم يمارسون مهنتهم، فلا يعرفون اللطف والمجاملة ولا يعيرون القواعد أهمية، نرى هذا واضحا ولا نتفاجئ به.

عندما ترون سياسيون تظهر أسنانهم الحادة ليتفوهوا بكلمات لا يجب أن يتفوهوا بها، اعلموا أنكم أمام سياسيين عقولهم أقل من مطامعهم.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس