عمر أوزكيزيلجيك - The New Turkey - ترجمة وتحرير ترك برس

نظم السكان المحليون في دير الزور، مدفوعين بالديناميات القبلية، مظاهرات واسعة النطاق ضد "ميليشيا وحدات حماية الشعب" (تنظيم "ي ب ك") التي تسيطر على مناطقهم. قطع المتظاهرون الطرق من دير الزور إلى الحسكة وأحرقوا الإطارات. يرجع الإحباط الذي يشعر به السكان العرب المحليون في دير الزور إلى عدم المساواة في توزيع إيرادات النفط، وعلاقة شركاء أمريكا مع بنظام الأسد، والاعتقالات التعسفية، والتجنيد القسري، وفرض "ي ب ك" قيودا على حرية الحركة. كما رفع المتظاهرون شعارات ترفض "الاحتلال الكردي". ومع بدء المفاوضات لإنهاء المظاهرات، سلم قادة القبائل قائمة مطالبات من 20 نقطة ومنحوا الميليشيات مهلة 72 ساعة لتنفيذها.

أسباب الاضطرابات في دير الزور

منذ استيلاء الميليشيات الشريكة للولايات المتحدة والتي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الماركسية على محافظة دير الزور، كان السكان المحليون ينظرون إلى الحكام الجدد كمحتلين. ونظرًا لأن "ي ب ك" تفتقر إلى التواصل مع المجتمع القبلي في دير الزور، فقد مُنع الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة من مغادرة مناطقهم، وفرض على أي شخص يريد مغادرة المحافظة لأسباب طبية تسمية ضامن لضمان عودته. وهو الإجراء نفسه الذي كان داعش يتبعه من قبل.  

ووفقا لشيكة دير الزور 24، وهي شبكة إخبارية يصدرها ناشطون سوريون، فإن قادة الميليشيات الكردية، مثل فواز الطريخيم، يبتزون السكان ويجبرونهم على دفع أموال طائلة أو القبض عليهم بتهمة الانتماء إلى داعش.

ومن بين الأسباب الأخرى التي أدت إلى اندلاع المظاهرات في دير الزور ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تهيمن عليها "ي ب ك"، الاعتقالات التعسفية والتجنيد القسري للشباب. ونظرا لأن منطقة دير الزور ذات طابع قبلي، فقد التف السكان حول تلك المطالب.

الوضع الأمني ​​العام في المدينة هش للغاية. وفي حادثة تعكس التدهور الأمني خطف ملثمون صاحب متجر في منطقة البصيرة التي اندلعت فيها مظاهرات، وأخذوا نسخة من مفاتيح متجره وهددوه بأنه إذا غير أقفال المتجر، فسيحرقون المتجر ويخطفونه ثم يقتلونه.

كانت إيرادات النفط في هذه المنطقة الغنية بالنفط سببا رئيسيا في غضبة السكان المحليين، حيث إن "ي ب ك" تزود نظام الأسد بالنفط من المنطقة، ولذلك فقد طالب أهل المدينة بوقف تسليم النفط للنظام.

وقال أحد السكان المحليين الذي طلب عدم الكشف عن هويته للكاتب: "دير الزور يحكمها الأكراد، وبعضهم ليسوا أكرادا سوريين. أهل دير الزور كلهم ​​من العرب. لا يوجد كردي يعيش هنا على الإطلاق."

في الأول من أيار/ مايو، تجمع شيوخ القبائل في دير الزور وسلّموا قائمة مطالب من 20 نقطة إلى "قسد" التي تهيمن عليها "ي ب ك"، ومنحوها مهلة مدتها 72 ساعة. طالبت القبائل بالإفراج عن المحتجزين ووقف المداهمات وتسليم الإدارة إلى السكان المحليين ومعاملة أهالي دير الزور مثل أهل الرقة والحسكة والسماح لهم بالدخول والخروج من المنطقة بحرية. كما طالبت القبائل بإلغاء التجنيد الإجباري.

ونظرا لسوء الأداء الإداري لشركاء الولايات المتحدة في دير الزور، فقد استغل إرهابيو داعش الوضع لصالحهم. وبعد أن انهزم في المدينة، غير داعش تكتيكاته إلى حرب العصابات. ونتيحة لعدم وجود حاضنة شعبية أو منطقة آمنة لأفراد التنظيم، فقد اضطروا إلى التنقل بين المناطق وقد يلقون دعما من المحبطين من حكم "ي ب ك". وعلى ذلك فمن أجل القضاء على هذه البيئة الداعمة لداعش، ينبغي نقل الحكم إلى أهل المنطقة.

ومن بين الاقتراحات المطروحة في هذا الصدد، تحويل دير الزور إلى معقل للمعارضة السورية تدعمه الولايات المتحدة وتركيا. سيعالج هذا الاقتراح دعوة السكان المحليين إلى إعادة المدينة إلى وضعها الأول بعد اندلاع الثورة.

يمكن إعادة النازحين في مناطق درع الفرات الذين ينتمون إلى دير الزور إلى مسقط رأسهم. كما يمكن نقل المقاتلين من أهل دير الزور المنخرطين داخل الجيش الوطني مثل اللواء 20 وجيش الشرقية وأحرار الشرقية. ومثلما تم إجلاء النازحين من الغوطة وحمص في قوافل إلى شمال سوريا، يمكن إرسال هؤلاء الأشخاص والمقاتلين في قوافل إلى دير الزور. وإذا تعاونت الولايات المتحدة في تنفيذ هذا الاقتراح، فإن العلم الثوري سيرفرف مجددًا فوق المنطقة، مما يحول دون وصول نظام الأسد إلى اتفاق مع "ي ب ك" من أجل السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط. والأهم من ذلك  أن السكان المحليين لن يشعروا بأنهم يحكمون من قبل المحتلين، مما سيساعد على ضمان هزيمة داعش.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس