ترك برس

لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع على انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها في الفترة ما بين 23 و 26 أيار/ مايو. وعلى الرغم من أن تركيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي وما تزال في مرحلة المفاوضات للانضمام إلى الكتلة، تبقى عضوية أنقرة موضوعا ساخنا تستغله أحزاب اليمين الشعبوية في حملتها الانتخابية.

تسعى تركيا منذ عقود إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، ورفعت طلبًا رسميًا بهذا الشأن عام 1987، لكن خلافات بين الطرفين تسببت بتعثر المفاوضات منذ إطلاقها في 2005، وحالت دون التوصل إلى اتفاق.

وقد أدى صعود الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا وتوتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى تجميد محادثات الانضمام. وكثيرًا ما يستخدم اليمين المتطرف والأحزاب والحركات القومية التي ترى أن الدول الأوروبية منفردة لا بد أن تكون لها سلطات أكبر مقابل سلطات أقل لبروكسل، احتمال انضمام تركيا ذات الغالبية المسلمة إلى الكتلة لإثارة الخوف وكراهية الإسلام في قاعدة الناخبين.

وخلال حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2017، استخدم "حزب استقلال المملكة المتحدة" (UKIP) ملصقًات تدعو إلى الموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد، وكتب عليها "تركيا المسلمة تنضم إلى الاتحاد الأوروبي".

أما رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) في ولاية تورينغن، بيورن هوكي، فلم يخف أسرار خططه لإبعاد تركيا عن الاتحاد الأوروبي في حال فوز حزبه بالسلطة.  

وقال هوكي: "هذا ما لا يمكننا فرضه بعد لأننا لا نملك السلطة، ولكن عندما نتولى السلطة، فسننفذ ما هو ضروري حتى نتمكن من عيش حياتنا الحرة. سوف نصدر توجيهاتنا إلى من في البوسفور: سننهي الميمات الثالثة (محمد، والمؤذن والمئذنة)!".

أما نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني، فصرح في الشهر الماضي بأن "تركيا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ولن تكون كذلك. وقبله أكد وكيل وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة الايطالية غوليلمو بيكّي، والقيادي في الحزب الذي يقوده سالفيني، رفض بلاده لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي."

ومنذ الانتخابات الأوروبية الأخيرة في عام 2014، حدث ارتفاع حاد في الحركات الشعبية والقومية في جميع أنحاء القارة، حيث حققت هذه الحركات نجاحًا في الانتخابات في إيطاليا وفنلندا وإستونيا واليونان وإسبانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا وبريطانيا.

وتشير استطلاعات الرأي الخاصة بانتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة إلى ارتفاع أو تثبيت قواعد الناخبين اليمينيين المتطرفين في جميع أنحاء أوروبا.

وكشفت دراسة حديثة أن 10.3 في المئة من الأوروبيين يعتزمون التصويت لصالح أحزاب يمينية شعبوية أو يمينية متطرفة في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبل. وبحسب الدراسة، التي نشرت مؤسسة "بيرتلسمان" الألمانية نتائجها الشهر الماضي، فإن 6.2 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع ذكروا أنهم سيعطون أصواتهم لصالح أحزاب يسارية شعبوية أو يسارية متطرفة.

ولا يقتصر الخطاب المعادي لتركيا على الأحزاب اليمينية المتطرفة، ولكنه وصل إلى مركز الأحزاب المحافظة. وقال منفرد فيبر، السياسي الألماني بحزب الاتحاد المسيحي (يمين وسط)، والمرشح الأبرز لرئاسة المفوضية الأوروبية إن تركيا "لن تكون عضوا بالاتحاد الأوروبي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!