محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما وصله خطاب الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، ثار غضب رئيس الوزراء التركي في الستينات، عصمت إينونو، وقال: "سيُؤسس عالم جديد، وستأخذ تركيا مكانها فيه".

لم يحدث ما قاله إينونو في تلك الفترة، لكن بعد مضي الأعوام، يبدو في نهاية المطاف أن عالمًا جديدًا يجري تأسيسه، وأن تركيا تبحث عن مكان لها فيه.

شريك خطير

ينبغي علينا أن نعلم بأن هذا النوع من التغيير يكون محفوفًا بالمخاطر. لا يمكنكم أن تحددوا بدقة من هم المتحالفين  مع بعضهم، وما هي التحالفات التي يبرمونها، ومن سوف يستهدفكم، ومتى.

الأمر المؤكد أن شريكتنا الاستراتيجية الولايات المتحدة هي القوة العظمى الأخطر في عالم اليوم، والتي يجب التعامل معها بأقصى درجات الحذر.

الناتو مستمر

تصوروا أن الناتو، الذي نلنا عضويته منذ عام 1952، تأسس لمواجهة الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، ومع أنه لم يعد هناك لا اتحاد سوفيتي ولا حلف وارسو، إلا الناتو مستمر حتى اليوم.

لماذا؟ لأن الحلف تحول إلى قوة رادعة تسيطر عليها الولايات المتحدة. ونحن ما زلنا ضمن هذا الكيان، نعتبر أمريكا زعيمة للحلف وشريكة استراتيجية لنا.

القضايا الخلافية

لكن كيفما نظرنا إلى الولايات المتحدة فإننا لا نراها كما كان الحال عليه في الماضي. في الحقيقة، هل سنرى أمريكا شريكة إستراتيجية ورفيقة درب لإسرائيل أكثر؟

القضايا الخلافية بيننا وبينها تتزايد يومًا بعد يوم، وفي المقابل خطاب التحالف القديم آخذ في فقدان معانيه. ألا تشير الحقائق التي تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع مجلس الناتو بحضور أمينه العام ينس ستولتنبيرغ، إلى مساعي تركيا في تأسيس العالم الجديد؟

يقول أردوغان: "انتظار حل البلدان الأعضاء في الحلف بمفردها مشاكل خطيرة من قبيل الإرهاب، أمر مخالف لسبب وجود الحلف"، ألا تنطق هذه الجملة بالشيء الكثير؟

تهديد إيران

بينما نواجه أمريكا أحيانًا في سوريا، وأحيانًا أخرى تنظيم غولن في قلب الولايات المتحدة نفسها، يشكل ما يواجهه جيراننا من غير أعضاء الناتو كإيران، أمرًا آخر يجب الاهتمام به.

وكأن العقوبات المفروضة على إيران لم تكفِ، حتى خرج مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون ليعلن أنهم سيرسلون حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط، بهدف توجيه تحذير لطهران.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس