ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

مع صدور قرار إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، سادت خيبة الأمل كبيرة أوساط حزب الشعب الجمهوري بطبيعة الحال.

عدد من طالبوا بمقاطعة الانتخابات والنزول إلى الشارع للاحتجاج في الحزب كان كبيرًا إلى حد لا يُستهان به. كان الجيل دون 35 عامًا في أوساط الحزب هو الأكثر تحمسًا لمقاطعة الانتخابات.

بيد أن رئيس الحزب كمال قلجدار أوغلو تمكن من إقناع جميع الشرائح بالمشاركة. بدوره، اتخذ مرشح الحزب أكرم إمام أوغلو موقفًا حاسمًا وعارض المقاطعة، داعيًا لضبط النفس، وهو موقف صحيح لصالح تركيا.

من ناحية أخرى، هاجم قلجدار أوغلو بعنف شديد أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، وهدفه من ذلك طمأنة الشريحة الراديكالية والشباب الذين أقنعهم بالعدول عن المقاطعة.

أعتقد أن موقف قلجدار أوغلو وإمام أوغلو، الذي أوقف الدعوات القوية من حاضنة الحزب لمقاطعة الانتخابات، موقف هام جدًّا على صعيد مستقبل تركيا.

بحسب معلومة هامة حصلت عليها من اللجنة المركزية لحزب الشعب الجمهوري، فإن قلجدار أوغلو يعتقد بضرورة التوجه إلى الانتخابات مجددًا في أقضية إسطنبول وليس رئاسة بلدية المحافظة فقط، وذلك من أجل الحفاظ على حماس ومعنويات رؤساء أفرع الحزب في الأقضية وأعضائه في أعلى مستوى.

وهذا واحد من الأسباب وراء تقديم حزب الشعب الجمهوري طلبًا إلى اللجنة العليا للانتخابات كي تتخذ هذه الأخيرة قرارًا بإعادة الانتخابات في الأقضية الـ39 بإسطنبول. ويسعى الحزب لدعم هذا الطلب من الناحية القانونية.

ويعتقد قلجدار أوغلو أنه في حال إجراء الانتخابات على صعيد رئاسة البلدية فقط فإن هناك احتمال بأن يضعف التركيز لدى أعضاء الحزب وبالتالي التراخي في مراقبة صناديق الاقتراع.

من ناحية أخرى، رغم عدم إبدائهم اعتراضًا، إلا أن رؤساء بلديات الأقضية الذين فازوا في الانتخابات من حزب الشعب الجمهوري لا يرحبون بالطلب المقدم إلى اللجنة العليا للانتخبات من أجل إعادة الانتخابات في الأقضية، لأن من المحتمل ألا يفوزوا في حال الإعادة.

أما قلجدار أوغلو فيجري حساباته على النحو التالي: أصر أكرم إمام أوغلو على عدم ترشيح قسم من رؤساء بلديات الأقضية، الذين فازوا في انتخابات 31 مارس/ آذار. وهؤلاء الرؤساء يعلمون ذلك.

وبالتالي، فإن رؤساء البلديات من حزب الشعب الجمهوري، الذين ترشحوا وفازوا رغم اعتراض إمام أوغلو على ترشيحهم، لن يكونوا بنفس الحماس في حماية صناديق الاقتراع، في حال عدم إعادة انتخابات الأقضية.

شخصيًّا، أعتقد أن قلجدار أوغلو محق في رأيه هذا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس