ترك برس

يرى المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف، أن تركيا تمتلك كافة أوراق اللعب التي تمكنها من كسب المواجهة القائمة مع الولايات المتحدة.

وفي مقال نشرته وكالة (RT)، قال نازاروف إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وصل أخيرا إلى ما يبدو أنه آخر قائمة "أعداء أمريكا"، الذين حاول التعامل معهم، ولم ينجح مع أي منهم تقريبا.

وأشار المحلل الروسي إلى أن تركيا أصرّت، على الرغم من الضغوط الهائلة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، على شراء منظومات إس-400 الروسية للصواريخ المضادة للجو.

واستطرد: "بل وأدت محاولات ترامب المستمرة لرفع مستوى الضغوط على تركيا إلى وضع الولايات المتحدة نفسها في مأزق، أصبحت واشنطن تخسر فيه ماليا وسياسيا، مع كل زيادة في الضغط على أنقرة".

واعتبر أن تخفيف الضغط الآن "سيمثّل حتما ضربة موجعة لسمعة الولايات المتحدة الأمريكية".

وبيّن أن هذه المواجهة لم تنتهي بعد، "لكن تركيا تمتلك كافة أوراق اللعب التي تمكنها من كسب هذه المواجهة، بوصفها أحد اللاعبين المحوريين في سوريا، وتمثّل بالنسبة لواشنطن أهمية كبيرة، حال ازدادت حدة المواجهات الأمريكية الروسية على الجبهة الأوكرانية، لتحكّمها في مدخل البحر الأسود، وإمكانية غلقها هذا المدخل بالنسبة للسفن الأمريكية، لهذا يصبح احتمال تذلل ترامب لتركيا في عداد المفروغ منه".

وقبل أيام، ذكرت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، عقب لقاء عقدته الجمعة في إسطنبول مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه أكد لها أن تركيا لن تتراجع عن صفقة "إس-400".

وقالت ماتفيينكو، في تصريح صحفي أدلت به بعد المحادثات مع أردوغان: "بالطبع تطرق إلى موضوع إس-400، مشددا على أن تركيا تعرضت لضغوط غير مسبوقة، وهي لا تزال متواصلة، لكنني أؤكد، مثل الرئيس التركي، أنه لن تكون هناك أي تغييرات في هذا الموضوع وسنطبق الاتفاق المبرم".

ونقلت ماتفيينكو عن أردوغان قوله إنه لا يرى أي أسباب للتخلي عن تطبيق الالتزامات التي تنص عليها هذه الصفقة.

وسبق أن حذرت الولايات المتحدة ودول الناتو مرارا أنقرة من شراء منظومات "إس-400"، مهددة بفرض عقوبات على تركيا، لكن الأخيرة أكدت أكثر من مرة، بما في ذلك على لسان رئيسها، أن الصفقة مع روسيا، المبرمة في 2017، لا رجعة عنها، ومسألة الانسحاب منها ليست واردة على الإطلاق، متعهدة بالرد على أي إجراءات تقييدية أمريكية في هذا السياق.

ويقول كل من البنتاغون والناتو إن على تركيا التخلي عن هذه الصفقة لأن المنظومات الروسية لا يمكن تكييفها مع الأسلحة الغربية المستخدمة من قبل أعضاء الحلف.

في السياق يشير الكاتب إيفان سينيرغييف، في مقال نشرته قبل فترة وجيزة صحيفة "كوميرسانت" الروسية، إلى إمكانية أن تشتري تركيا بطاريات إضافية من إس 400 ومقاتلات سو 35 الروسية، ويقول إن "أنقرة سئمت من منظومات واشنطن".

وصرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن أنقرة يمكن أن تشتري كتائب إضافية من الصواريخ الروسية المضادة للطائرات Triumph S-400  وربما مقاتلات روسية. وأوضح أن هذا سيحدث إذا رفضت الولايات المتحدة تزويدها بصواريخ باتريوت وطائرات F-35.

في الكرملين، في معرض تعليقهم على هذه المعلومات، أعلنوا أن "روسيا لديها القدرات والكفاءات التكنولوجية لتحقيق ذلك، وبالطبع، تبحث عن فرص لتوسيع التعاون التقني العسكري"، وفق ما ورد في المقال.

حتى الآن، بين روسيا وتركيا عقد واحد لتزويد القوات المسلحة التركية بأربع كتائب من S-400 Triumph  في صيف العام 2019. تقدر الصفقة، التي تشمل تسليم مكونات مختلفة من المنظومة، وصواريخ 40N6 وتدريب كوادر الأتراك، بنحو 2.5 مليار دولار، يغطي منها 55% قرض روسي.

هذا ما أتاح للمفاوضين الروس ترجيح الكفة لمصلحتهم، كما يقول مصدر "كوميرسانت" في صناعة الدفاع: فالأمريكيون "لووا ذراع الأتراك"، حين وعدوا بتزويد أنقرة بباتريوت في حال سددت مسبقا معظم المبلغ، ولم ينظروا على الإطلاق في إصدار قرض.

ووفقا لـ"كوميرسانت"، ليس هناك اتفاقات ثابتة بشأن تزويد أنقرة بكمية إضافية من إس 400: فالمسألة تعتمد على رغبة القيادة التركية في توطين جزئي لمراحل معينة ومكونات محددة من تصنيع هذه المنظومة على أراضيها.

وكما يقول مدير إحدى المؤسسات الصناعية فليس هناك عقبات تقنية أمام التسليم المباشر: حتى إذا أخذنا بعين الاعتبار العقد الضخم مع الهند لعشر كتائب، فإن قدرة مصنع نيجني نوفغورود لبناء الآلات تسمح بتنفيذ طلب تركي على كمية إضافية.

وأكد مصدر كوميرسانت في صناعة الدفاع أن الأتراك، على خلفية الشروط التي يضعها الشيوخ الأمريكيون أمامهم للحصول على طائرات إف 35، أبدوا اهتماما بمقاتلات سو-35 الروسية المتعددة المهام.

يُذكر أن عقد توريد إف 35 من الناحية القانونية لا يزال يعمل. فوفقا لما قاله الوزير أوغلو، قامت شركة Lockheed Martin بتسليمهم أربع مقاتلات من هذا النوع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!