ترك برس

توقّع خبراء ومحللون اقتصاديون أن يستمر انتعاش وتحسّن سعر صرف الليرة التركية في الفترة القادمة، وذلك بعد أن حققت الخميس ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من 2 في المئة أمام الدولار الأمريكي واليورو.

وبلغ سعر الليرة التركية 5.8751 للدولار الساعة 18.45 بتوقيت غرينتش، في أقوى مستوى منذ أبريل/ نيسان الماضي، وجاء عقب اتصال بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأميركي دونالد ترامب.

وكان مستوى إغلاق يوم الأربعاء بلغ 6.0155 ليرة تركية للدولار.

وبحسب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، جدد أردوغان في الاتصال الهاتفي مع ترامب، مقترحه لتشكيل فريق عمل مشترك بخصوص منظومة الدفاع الصاروخي إس -400 المخطط أن تستلمها تركيا من روسيا وذلك كضرورة للأمن القومي التركي.

ورحب الرئيس التركي بإلغاء الرسوم الإضافية الأمريكية على قطاع الصلب لتركيا، مؤكدًا أن ذلك القرار من شأنه أن يسهم في تحقيق هدف التجارة الثنائية البالغ 75 مليار دولار.

وأشار ألطون إلى أن الرئيسين اتفقا على إجراء لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في اليابان (28 و29 يونيو/ حزيران المقبل).

الخبير الاقتصادي التركي المتخصص بالنقد، مسلم طالاس، يرى أنه مجرد استشفاف المضاربين والمستثمرين تقارباً تركياً أميركياً، من جراء الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين، عاودوا المضاربة وشراء الليرة التركية وبدأوا بإعادة التفكير بالاستثمار بها، ما حسّن سعر صرف الليرة.

ويقول طالاس إن "انكشاف الليرة التركية للحدث السياسي، هو السبب الأهمّ بتراجع وتذبذب سعرها خلال العام الأخير، لكن أيّ بوادر لطاقة إيجابية اقتصادية من شأنها رفع الضغوط أو تخفيفها، سنرى انتعاشاً وتحسناً بسعر صرف العملة التركية".

وحول الأسباب الاقتصادية التي يقرّها المسؤولون الأتراك، التي أضعفت من الثقة بالليرة، يؤكد طالاس أنه لا أحد ينكر الأسباب الاقتصادية، من ارتفاع المديونية والعجز بالميزان التجاري، لكن ذلك موجود بكبرى اقتصاديات العالم، ورغم ذلك لا يؤثر على أسعار عملاتهم بهذا الشكل، لأنها لا تتعرض لمخاطر سياسية كما في تركيا، حسب ما نقلت صحيفة العربي الجديد.

بدوره يرى الاقتصادي التركي خليل أوزون، أن الاتصال الهاتفي (بين أردوغان وترامب) تعدّى من منظور الاقتصاديين والمضاربين وحتى المستثمرين، قضية صفقة الصواريخ الروسية واحتمالات إلغائها أوتأجيلها، لأنه فتح المجال من جديد لعودة العلاقات الاقتصادية التي توترت العام الماضي على خلفية القسّ الأميركي أندرو روبنسون، وبدأت بالتحسن تباعاً، لتصل أخيراً لتخفيض الرسوم الأميركية على الصلب التركي.

ويضيف الاقتصادي التركي أن العلاقات التركية الأميركية عرضة للتذبذب، ولا يمكن التأكد أنها ستسير نحو التحسن، لأنها محكومة باعتبارات سياسية عدة، منها علاقة تركيا المتنامية مع روسيا إضافة لملفات الشرق الأوسط، وبمقدمتها الموقف من الحرب على سورية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!