ترك برس

قال تقرير للمعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن (روسي)، إن ما يسمى بصفقة القرن التي يروج  لها صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، سوف تؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات السياسية والأمنية بين تركيا وإسرائيل، مستبعدًا أن تدعم الحكومة الحالية أو أي حكومة مستقبلية في تركيا هذه الصفقة.

وجاء في التقرير أن صفقة القرن التي تعني القضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية "فسوف يوفر لكل من تركيا وإيران ذخيرة لإثارة الرأي العام المناهض لإسرائيل، وتمنح تركيا فرصة لإعادة تأكيد نفوذها في العالمين العربي والإسلامي."

وأضاف أن أنقرة تشعر بالقلق إزاء تلميحات إلى أن خطة كوشنر التي لم يتم الكشف عنها بعد ستقدم الضربة النهائية لاحتمال حل الدولتين. ووفقًا لأيدين سيلجين، الدبلوماسي التركي االسابق الذي عمل في الشرق الأوسط، فليس هناك فرصة لأن تدعم الحكومة التركية الحالية أو أي حكومة مستقبلية خطة تمحو مستقبل الدولة الفلسطينية.

ولفت إلى أنه على الرغم من تطبيع العلاقات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب في حزيران/ يونيو 2016، فإن العلاقات بين الدولتين اللتين توصفان بالديمقراطيتين الوحيدتين في الشرق الأوسط، كانت راكدة في أحسن الأحوال، لكن خطة كوشنر هي من قبيل دعوة لإثارتها.

ووفقا للتقرير، فإن هناك ثلاثة عوامل رئيسية ستؤثر بشكل كبير في رد تركيا على خطة السلام المحتملة التي تلغي إمكانية قيام دولة فلسطينية:

أولًا، على الرغم من التراشق الكلامي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تشترك تركيا وإسرائيل في مصلحة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في التجارة والطاقة. ولكن تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين تراجع، وتبادل الجانبان توجيه الانتقادات على بعضهما البعض.

وعلاوة على ذلك، فإن علاقة تركيا بحماس تضعها على خلاف مع الكتلة الإقليمية التي تقودها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، ولكن هذه العلاقة تمثل أيضا فرصة لتركيا لإثبات اعتمادها بلدا داعما للسلام.

وينقل التقرير عن المحلل الأمني التركي، متين غورجان، أن "من المحتمل أن تتوقع الولايات المتحدة من تركيا تقديم الدعم من خلال العمل كوسيط غير رسمي لإقناع العناصر المرتبطة بالإخوان المسلمين في الكتلة الفلسطينية بتخفيف موقفها والامتناع عن القيام بأعمال ضد إسرائيل. ولكن تركيا لا يمكن أن تتعهد بذلك."

ويشير بوراك بيلغيهان أوزبيك، المحاضر في جامعة توب بأنقرة، إلى أنه "عبر الضغط على دول المنطقة من أجل كبح جماح الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية، قد تضع خطة كوشنر علاقات تركيا مع حماس تحت المجهر، وربما دفع تركيا إلى عزلة إقليمية أعمق."

و في الوقت نفسه، فإن خطة السلام الأمريكية التي تقضي على الآمال في إقامة دولية فلسطينية في المستقبل قد تجعل من الصعب على تركيا أن تفصل علاقاتها الأيديولوجية مع حماس عن مصالحها الاستراتيجية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة.

ويقول التقرير إن اتخاذ موقف حازم بشأن عدم  إقامة دولة فلسطينية قد يجبر تركيا على الدخول في مواجهة مع إدارة ترامب المؤيدة لإسرائيل في وقت يتم فيه إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

ورأى أن أنقرة لا تستطيع فعل الكثير لمواجهة واشنطن بشأن سياستها تجاه إسرائيل لأن هذا من شأنه أن يعرض للخطر أولوياتها العسكرية والأمنية في المنطقة الأوسع، وخاصة في شمال سوريا، لكنها في جميع الأحوال سوف تستمر في اتخاذ موقف داعم للحقوق الوطنية الفلسطينية.

وبحسب التقرير، فإن تركيا "لا تستطيع الاضطلاع بدور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لانعدام الثقة مع الجانب الإسرائيلي، وتواجه في الوقت نفسه اعتراضات صارمة من مصر ودول عربية أخرى تتنافس على النفوذ."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!