محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

بعد نشر المقالة السابقة حول العلاقات التركية السعودية ظهرت ردود متعددة عقبت على المقال في وسائل الاتصال المتيسرة الفيسبوك والتويتر في موقعي أو في المواقع التي نشرت المقالة مشكورا، تلك الردود وضٌحت وبأمعان على أن تكون العلاقة بمستوى عالي بين الدولتين وما سموه بالفصل الخامس والأخير من العلاقات هي التي يجب أن تكون سائدة على الدوام.

أولى الردود كانت من الكاتبة والأديبة ذكرى محمد نادر والتي رأت أن "دول وشعوب منطقتنا بحاجة إلى فصل خامس يمثل فصل تقارب مصالح وتوظيف قدرات الدولتين في تمكين مواقفهما السياسية في مواجهة التحديات والصراعات والأطماع التي تواجه منطقتنا بالذات والتي تعد الأغنى حاليا لذلك فهي مطمع للقوى العظمى المتصارعة على إرساء نفوذها فيها (أمريكا، وروسيا، والصين). أتفق معك فيما ذهبت إليه، وكل ذي عقل طبيعي سيبحث عما يمكنه من تجسير العلاقة المبتورة من طرفي الصراع تركيا/ السعودية، خصوصا وأن مشتركات الهموم التي تجمعهما هي أكثر بكثير من العوامل التي تفرقهما". وتابعت الكاتبة تعقيبها قائلة:

لقد تقلبت فصول السياسة باختلاف الأنواء المتضاربة فيها، فهل ترانا سنصل للفصل الخامس الذي نطمح له والذي هو فصل المصالح المشتركة والأمن المشترك وصولًا لمنطقة استقرار لا منطقة تجاذبات واضطرابات؟ لا بد من إعادة ضبط البوصلة، والبحث عما يجمع وليس عما يفرق، فالصلح والتجاوز عن الإساءات والبحث عن منصة مشتركات أمر له فوائد وأبعاد عظيمه وهو خير من القطيعة...

إن الفصل الخامس هو الفصل الحقيقي لمستقبل العلاقات بين الدولتين والشعبين وهو الحاضر دوما في أذهان الشعبين على وجه الخصوص والشعب العربي والإسلامي على العموم لأن الجميع يدركون بأن المقومات والأواصر التي تربط بين الشعبين هي أواصر أصلية وغير مكتسبة إن جاز التعبير، فرابطة الدين لوحدها تمثل تاج الروابط وفي الوقت نفسه هي المرفأ الآمن لكل مراسي الساعين لديمومة العلاقات الثنائية بين البلدان الإسلامية.

هذه من ناحية ومن ناحية أخرى فإن تلك الرابطة تمثل كل الشعب السعودي وأيضا تمثل 97% من الشعب التركي والذين يدركون أن الخلافات التي تعترض مسيرة العلاقات الأخوية هي فترة أو برهة طارئة أقصى تأثير لها أنها تؤخر القليل من التقدم في بعض الحلقات الفنية في أشد حالات فصول السنة صقيعا وبردا.

ومثلما يتيقن الجميع أن الكثير من الأسس الجاهزة للبناء والتوسيع والنهوض هي حاضرة دوما في حال وجود رغبة في استثمارها للمضي قدما في خدمة مصالح الشعبين والبلدين، يدركون أيضا أن القليل والصغير من من الخلافات يجب الابتعاد عنها وعدم جعلها كمؤشر وشاخص في مسيرة التقدم والتطور في العلاقات، وهذا ما أكده لي في رسالة أحد الخبراء الاستراتيجيين حيث قال:

"نأمل أن تتمكن الدولتان من تجاوز خلافاتهما والابتعاد عن القليل الذي يفرقهما والبناء على الكثير الذي يجمعهما قبل الوصول إلى خط إلا رجعة وتدمير المنطقة المدمرة أصلا، ولا بد هنا من تغليب الحكمة".

والذي أثار انتباهي جدا هو التاكيد على أن التكامل الاستراتيجي بين الدولتين هو الطريق الوحيد والسالك في الحفاظ على مقدرات الأمة وبدون تلك العلاقات المتميزة فإن معظم مقدرات الأمة تكون في مهب الريح، وبمعنى آخر فإن توزيع الأدوار أو تكامل المقومات الذاتية بين البلدين هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة من الضياع والانكسار وكما أراد الناشط والمدون:

مقالتك الفصول الأربعة تحمل مقومات العلاقة بالجذب والتنافر بين المواقف الآنية التي مرت على العلاقة بين تركيا والسعودية... وكلا الدولتين لهما المكانة الخاصة بين الدول الإسلامية. والذي كنا نأمل من كلا القيادتين أن لا تتغلب العاطفة على العقل. كما حدث من موقف  الخاشقجي... وتركيا اليوم تتعرض للكثير من الضغوطات من امريكا خاصة... والدول الأوروبية معا بصورة عامة... لأنها تحمل رسالة خاصة متميزة بالمواقف عن قضايا العالم الإسلامي من جهة وموقفها الداعم للموقف العربي كما هو فاعل ومعروف للمهاجرين من سوريا... والعراق أيضا بشكل خاص... وأيضا ما تعمل له القيادة لأن تصل إلى الخلاص من تبعة القانون الدولي... حتى سنة 2023... لأنها بذلك ستقفز حتما بالتطور الكبير التي تشهده...

يقابل هذا الدور السعودي كموقف عام للأمة الإسلامية وموقفها في اليمن... لذلك يسعى الغرب وأمريكا... أن تفكك هذه العلاقة بين بلدين لهما مكانة مرموقة وقدرات بين القدرة المالية المتميزة بالسعودية والقدرة العسكرية المتقدمة لتركيا...

لذلك نأمل أن يتناسى الطرفين ما مر من تجاذب المواقف... وإبداء صفحة التسامح والتآخي. لترتقي أمتنا الإسلامية والعربية بما يتطلب من مواجهة تآمر الصهيونية وأمريكا.

وباختصار فإن كل تعليقات الإخوة الأساتذة أكدت على أن الخلافات بين الدولتين هي خلافات طارئة ولا بد أن تكون العلاقات الأخوية هي السائدة على الدوام وحتى لو طرأت أحداث غير متوقعة آنية، فإن الكثير من المقدرات والدعائم لا بد أن تكون هي البوصلة والنبراس والضوء الساطع المانع لكل ظلام دامس يتخلل تلك العلاقات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس