ترك برس - الأناضول 

لكل مكان على مضيق البوسفور بإسطنبول، قصة سحر وحكاية مختلفة، كتبها التاريخ وخلدتها قصص الشعوب، لكن تبقى لمنطقة "أورطا كوي"، مكانتها الخاصة بإطلالة ساحرة، ومقومات مميزة، جعلتها قبلة للسائحين السعوديين على وجه الخصوص. 

"أورطا كوي"، وتعني بالعربية "القرية الوسطى"، هي منطقة نشطة وساهرة على مدار الساعة، في النهار والمساء والليل، يقصدها ملايين السائحين سنويا.

في تلك المنطقة، الواقعة تحت جسر إسطنبول المعلق الأول، والمعروف بجسر "شهداء 15 تموز (يوليو)"، يتوافد آلاف السائحين السعوديين، لتناول ألذ وجبات الطعام التركية، ولالتقاط صور سيلفي. 

**الموقع المميز 

وتقع "أورطا كوي"، في الشطر الأوروبي من إسطنبول، وتطل على مضيق البوسفور الذي يمتد أكثر من 30 ك، كما تطل مباشرة على الجانب الأسيوي الذي يظهر منه منطقة أوسكدار، وتلة العرائس، وجامع تشاملجا، وجامع السلطان أحمد، ومتحف آيا صوفيا، وغيرها من معالم إسطنبول. 

ويشكل مضيق البوسفور القناة البحرية الطبيعية الفاصلة بين شطري إسطنبول الأسيوية والأوروبية، وهو الممر المائي الواصل بين بحري مرمرة جنوبا، والأسود شمالا. 

الجمال الذي أبدعه الخالق، منح مضيق البوسفور إطلالة طبيعية جميلة للمنطقة بأكملها، تجعلها وكأنها لوحة جدارية طبيعية رسمت بريشة فنان. 

**أطعمة شهية مختلفة 

المكان المتميز بإطلالته هو من أبرز المميزات التي توصف للمكان داخل البوسفور، التي يضاف لها مميزات ثانية، وهي انتشار عشرات أكشاك أكلة "الكومبير"، وحلوى "الوافل"، ولا يكاد يمر زائر للمنطقة، إلا ويحمل بين يديه إحدى الأكلتين. 

وعقب الانتهاء من وجبة الطعام، يجلس السياح السعوديون مصطحبين عائلاتهم على المقاعد الخشبية المطلة على جسر الشهداء، والبوسفور، والسفن التجارية والسياحية العابرة للمضيق، لشرب الشاي والقهوة التركية. 

وجبة "الكومبير" هي عبارة عن ثمرة كبيرة من البطاطس المشوية بالفرن، يتم شقها من المنتصف وعجنها مع الزبدة والجبنة، قبيل وضع مختلف أنواع السلطات الباردة والبقوليات والمنكهات الأخرى عليها. 

أما "الوافل" فهي حلويات تخبز في جهاز خاص، وتوضع عليها أنواع من الشوكولاتة والفواكه، والمربي، وأحيانا توضع عليها المثلجات. 

**رحلات البوسفور البحرية 

ويضاف لما سبق من ميزات، وجود ميناء صغير تنطلق منه مراكب تنفذ رحلات بحرية على مضيق البوسفور ليتعرف عبرها السياح على الأماكن الأثرية الواقعة على ضفتي البوسفور، والاستمتاع بالأجواء المميزة. 

وعلى مدار الساعة تنطلق الرحلات لتقود الزائرين إلى داخل مياه البوسفور، وتنطلق بهم إلى القصور والقلاع والفيلل التاريخية، وأبرز المباني الأثرية، في رحلة تدفع أي زائر للعودة مجددا إليها في كل مرة. 

السائح السعودي علي شرف، من مدينة الدمام، يقول للأناضول، "قدمت إلى تركيا قبل أيام، ومن الممكن أن أمدد زيارتي، هذه ليست المرة الأولى هنا، ففي كل إجازة صيف أصطحب أسرتي إلى هنا".

وأضاف "تركيا بلد سياحي لا يحتاج إلى تعريف، فلا توجد بها منطقة بدون سياحة، وأحب أورطا كوي، وكامل مناطق إسطنبول تجولت بها، والبوسفور وركوب السفن وغيرها". 

**تنوع كبير

من جانبها، قالت السائحة السعودية جنى محمود (16 عاماً)، إن "تركيا بلد جميل وشعبها كذلك، ذهبنا إلى السلطان أحمد وإلى حديقة غولهانة، وسنذهب إلى ولاية طرابزون وبعدها إلى سبانجة (قرب إسطنبول)، بضعة أيام، وسنعود إلى إسطنبول". 

ورأت السائحة، وهي من مدينة جدة، أن "المناظر والطبيعة جداً جميلة، والأكل جداً لذيذ ومتنوع".

بدوره، قال السائح السعودي محمود سليمان "وصلت إسطنبول مع عائلتي، وسنبقى بها 5 أيام، كنا سعداء جداً بجو إسطنبول وأماكنها الرائعة، وحدائقها". 

وأوضح أن "منطقة أورطاكوي، جميلة جداً، وفيها الكومبير اللذيذ الذي يفتح الشهية، وأناسها طيبون، ومنظر الجسر والبوسفور شيء خيالي في الحقيقة". 

وشدد على أنه لم يتعرض لأي مشكلة في هذا البلد، وما يتردد عن مضايقات للسياح غير صحيح على الإطلاق، وهذا ما لمسه بنفسه.

**ترحيب بجميع السائحين

بدوره، يقول عمر يلديز، صاحب أحد مطاعم "الوافل" في "أورطا كوي"، إن السياح من كل العالم يأتون إلى المنطقة من أجل تناول الوافل والكومبير، لاسيما السعوديين.

وأضاف "نستقبلهم ولا توجد أي من المشاكل، لأنهم مسلمون والحمد لله ونحن أيضاً، ولأننا نحب السعودية وكل الدول العربية مثل قطر والكويت والإمارات، وهم يرون منا كل المحبة". 

وأشار إلى أن "السياح السعوديين حينما يأتون إلى هنا يجدون كل ما يحتاجونه، من الأطعمة، والمشتريات ونحو ذلك، ودائماً ما نسمع منهم أنهم سعيدون وممتنون من زيارتهم إلى تركيا". 

**ازدياد متواصل بأعداد السياح

وتشير أرقام وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن أعداد السياح القادمين لتركيا خلال الثلث الأول من العام الجاري، أي الفترة يناير/كانون الثاني، نيسان/أبريل، سجلت 8 ملايين و735 ألفًا و268 سائحًا أجنبيًا.

وتلك الأعدد تمثل زيادة قدرها 12٪ عن العام السابق، حيث بلغت في نفس الفترة العام الماضي 7 ملايين، و783 ألفا و967 سائحًا، أكثر من 40٪ منهم زاروا إسطنبول وحدها. 

ومع دخول صيف العام الحالي 2019، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد على تركيا لقضاء العطلة الصيفية في عموم البلاد.

وعن جدارة، تعد تركيا الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط، بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية. 

وحقق قطاع السياحة في تركيا خلال العام الماضي 2018، رقما قياسيا بـ40 مليون سائح أجنبي، وفق أرقام رسمية.

وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الثقافية والدينية، بجانب سياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.

وتسمح القوانين التركية بالإقامة فيها بفترات متفاوتة، فضلا عن تسهيلات كبيرة في الدخول إليها. 
 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!