ترك برس

تعهدت مؤسسات مالية كبرى مثل "إكسيم بانك"، والبنك الدولي، وغرفة التجارة الأمريكية بتعزيز وجود المستثمرين الأتراك في الولايات المتحدة، حسبما أعلن رئيس جمعية الأعمال التركية الأمريكية ورئيس غرفة التجارة الأمريكية في تركيا (TABA-AmCham) علي عثمان أكات في أثناء حديثه عن الزيارة التي قام بها وفد غرفة التجارة الأمريكية في تركيا إلى الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل الماضي.

وقال أكات إن بنك إكسيم المتخصص في تمويل الصادرات دعم مشروع المنطقة الصناعية المنظمة (OIZ) التي تهدف لتعزيز قدرة رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار في القطاعات العاملة في التصدير، وأشار إلى أن بنك إكسيم الأمريكي قد منح بالفعل شركة تركية قرضًا يصل إلى 300 ألف دولار مع فترة استحقاق 18 شهرًا.

وقد شرع مستثمرون أتراك بالعمل في المشروعٍ الاستثماري التركي الجديد في الولايات المتحدة، وهو المنطقة الصناعية التي ستساهم في توسيع وجود الشركات التركية في السوق الأمريكية، وتتيح فرصًا جديدةً للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدين.

وفي هذه الأثناء، ما زالت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الحليفين في حلف الناتو تشهد تقلباتٍ كبيرةً بسبب الخلافات المستمرة، خاصةً حول قرار تركيا شراء أنظمة صواريخ أرض جو روسية الصنع من طراز إس 400، ممّا تسبّب في تهديد الولايات المتحدة بعدم تسليم طائرات إف 35، التي تعدُّ تركيا منتجًا مشتركًا فيها. تشمل قضايا الخلاف أيضًا سوريا وتسليم فتح الله غولن، العقل المدبر لمحاولة الانقلاب التي وقعت في الخامس عشر من تموز/ يوليو والتي نظّمتها جماعة غولن الإرهابية (FETÖ).

وإدراكًا للمخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن تدهور العلاقات، لم يلجأ أيٌّ من الطرفين إلى قطع العلاقات لكنهما حافظا على الحوار في مجالاتٍ متعدّدة، وخاصةً في الاقتصاد. ولذلك تُعد العلاقات الاقتصادية مفتاحًا لحلّ المشكلات الحالية على الرغم من كل الخلافات. على سبيل المثال، وافق كلٌّ من الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شباط/ فبراير على تعزيز التجارة الثنائية بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 75 مليار دولار في حين كانت 20 مليار دولار فقط.

زفي مبادرة منفصلة يتمُّ تنفيذها الآن من قِبل القطاع الخاص، يسعى عالم الأعمال التركي الآن إلى إنشاء منطقة صناعية تركية التنظيم في الولايات المتحدة. وقال رئيس غرفة التجارة الأمريكية في تركيا: "يشغلنا في هذا الوقت تساؤل مفاده: لماذا لا نأخذ نصيبنا من الاقتصاد الأمريكي الذي هو حقّنا، ولذلك طوّرنا مشروع المنطقة الصناعية المنظّمة تركيًّا (IZUS) إيزوس".

وقال أكات إن هناك اجتماعاتٍ مستمرة بهذا الشأن وكذلك زيارات إلى مناطق صناعية منظمة في جميع أنحاء تركيا، بما في ذلك ولايات غازي عنتاب، وملاطيا، وغيبزه، وبورصة، وهاتاي، وأضنة، ومرسين وغيرها.

وأضاف قائلا: "سيتمُّ إدراج كل ما يحتاجه الأشخاص في مشروع المنطقة الصناعية المنظمة "إيزوس"، التي سيتمُّ إنشاؤها على مراحل على مساحة 500 ألف فدان من الأرض، وستضم منشآت الإنتاج، والمناطق الاجتماعية، ومناطق المعارض، والمكاتب الإدارية، وحدائق التقنية "تكنوبارك"، والمراكز التجارية للشركات الصغيرة والمتوسطة، ومستودع التجارة الإلكترونية، والمناطق الصناعية المتخصصة القطاعية ومركز الخدمات اللوجستية، ونعتقد أنه بفضل الصناعيين الذين سيستثمرون في الولايات المتحدة بمثل هذا المشروع، فإن فرص تركيا في الولايات المتحدة ستتفوق على بقية البلدان".

وذكر أكات أن من شأن إنشاء لوبي تجاري تركي مناسب أن يحفّز الجالية التركية التي يقدر تعدادها  بـ500 ألف شخص في الولايات المتحدة لدعم بعضهم البعض من خلال إنشاء شبكة من التعاون والتسويق والتجارة، بحيث يدعم الجميع بعضهم بعضًا تمامًا من الطلاب والمحاسبين للمحامين والصناعيين. تستهلك الولايات المتحدة فقط ربع إنتاج العالم وتنتج ربع إنتاج العالم، ونحن كجزءٍ من هذه الكعكة يجب أن نوسّع قوتنا بسرعة في العالم من خلال الضغط التجاري الصحيح".

وفي مقابلةٍ حصريةٍ مع ديلي صباح مؤخرًا، لاحظ أكات أنه كجزءٍ من الاستعدادات الأولية للمشروع، كانت الجمعية تحدّد أنسب الولايات في الولايات المتحدة من حيث الراحة والمزايا الإدارية والتعاون الجامعي والمزايا الضريبية والخدمات اللوجستية، فهم يسعون لاختيار الحالة التي توفّر أفضل المزايا وتدعم المشروع.

قامت الجمعية حتى الآن بعقد اجتماعاتٍ مختلفةٍ في الولايات المتحدة، من ولاية كارولاينا الشمالية إلى تكساس بالقرب من الحدود مع المكسيك. وقال أكات إنه من بين جميع الولايات، تبدو ولاية تكساس في المرحلة الأولى هي الأنسب، موضّحةً أنها لم تتخذ قرارًا نهائيًّا بعد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!