ترك برس - الأناضول 

في قلب مدينة إسطنبول التركية، تتواجد مئات الآثار الإسلامية المعمارية، الموروثة من قبل الدولة العثمانية، تشكل لوحة تاريخية، تحيلُ زائريها إلى قرون من التاريخ العثماني الإسلامي.

للدولة العثمانية (1299-1923) وسلاطينها، الذين حكموا تلك المدينة لنحو ستة قرون، الفضل في تكوين ذلك الموروث المعماري، الذي شكل فيما بعد أحد أعمدة الحضارة الإسلامية.

القصور المشيدة، والمساجد المزخرفة، والمنارات الشامخة، والأعمدة الضخمة، والزخرفات، مظاهر يلاحظها كل من زار مدينة إسطنبول.

من بين تلك المساجد والأبنية، مسجد السلطان أحمد، الذي يتربع وسط مدينة إسطنبول، ويسمى أيضا "الجامع الأزرق"، وقد بني بين عامي 1609 و1616.

يعد مسجد السلطان أحمد، الذي يقبل على زيارته السياح، من أكبر المساجد في العالم، حيث يضم مكتبة تاريخية، والعديد من المرافق الصحية والتعليمية، وعشرات الدكاكين التي تلتف حول أسوار المسجد، إضافة إلى حديقة خضراء ذات مساحة ضخمة تزينها الورود الملونة.

"الجامع الأزرق"، كما يطلق عليه الأوربيين، نسبة إلى اللون الذي يغلب على الزجاج والزخارف وإضاءة المسجد.

وتعتبر منطقة السلطان أحمد أحد المناطق السياحية الشهيرة لدى الخليجيين، نتيجة توافر الخدمات السياحية، كالفنادق والمطاعم والمقاهي ونحو ذلك.

ويشتهر المسجد بالعمارة الضخمة، من حيث المآذن والقباب والأعمدة، فقد بناه المهندس المعماري "محمد آغا"، أحد تلامذة المعماري العثماني الشهير "معمار سنان".

وللجامع خمسة أبواب؛ ثلاثة منها تقود إلى صحن المسجد، واثنان يؤديان إلى مكان الصلاة، وتتربع على قمته قبة رئيسة بارتفاع 43 متراً بقطر 23.5 متراً، وحولها ثماني قباب أصغر حجماً.

ويحتوي القسم الداخلي لجامع السلطان أحمد على 260 نافذة من الزجاج الملوَّن، كما يضاء أيضاً بكثير من الثريات القيمة المطلية بماء الذهب والأحجار الكريمة والكريستال.

وتكتسي جدرانه الداخلية بأكثر من 20 ألف قطعة سيراميك منقوشة يدويّاً باللون الأزرق، جرى جلبها جميعا من مدينتي إيزنيك وكوتاهية (غرب) في أكثر من 50 تصميماً يحمل نقوشاً مختلفة.

ورغبة من السلطان أحمد في أن يكون مسجده الأعظم والأكبر في السلطنة العثمانية، جعله مطلاً على مضيق البوسفور، قبالة متحف آيا صوفيا، واستكمل بناءه قبل وفاته بسنة واحدة فقط ليوارى جثمانه في كنف المسجد.

ويعد السلطان أحمد، الجامع الوحيد في تركيا الذي يضم 6 مآذن في العمارة العثمانية.

 

وقال "أحمد علي"، من مدينة الدمام السعودية "للمرة الثانية أقوم بزياة السلطان أحمد، تشعر أنك في بلاد مسلمة، نتيجة للتآخي، وجو المساجد التي بنيت في العهد العثماني يذكرك في الأماكن المقدسة بمكة والمدينة".

وتابع "أثبت المعمار العثماني على مدار التاريخ ثباته وصلابته، لكن أهم ما يميز المساجد العثمانية الزخارف الفنية، والأمر لا يقتصر فقط على السلطان أحمد، إنما كل المساجد".

بدوره، أبدى السائح العماني "محمد حامد"، دهشته من العمارة العثمانية قائلا "أكثر ما يدهشني، كيف استطاع العثمانيين تشييد هذه المباني في تلك الأوقات، بقلة الإمكانيات حينها".

وأضاف " أشعر أني في بلدي من حيث الأمن والأمان العالي، الدولة والناس هنا يرحبون بنا".

**ازدياد متواصل بأعداد السياح

وتشير أرقام وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن أعداد السياح القادمين لتركيا خلال الثلث الأول من العام الجاري، أي الفترة يناير/كانون الثاني، أبريل/ نيسان، سجلت 8 ملايين و735 ألفًا و268 سائحًا أجنبيًا. 

وتلك الأعداد تمثل زيادة قدرها 12٪ عن العام السابق، حيث بلغت في نفس الفترة العام الماضي 7 ملايين، و783 ألفا و967 سائحًا، أكثر من 40٪ منهم زاروا إسطنبول وحدها. 

ومع دخول صيف العام الحالي 2019، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد على تركيا لقضاء العطلة الصيفية في عموم البلاد.

وعن جدارة، تعد تركيا الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط، بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية. 

وحقق قطاع السياحة في تركيا خلال 2018، رقما قياسيا بـ40 مليون سائح أجنبي، وفق أرقام رسمية. 

وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الثقافية والدينية، بجانب سياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية. 

وتسمح القوانين التركية بالإقامة فيها بفترات متفاوتة، فضلا عن تسهيلات كبيرة في الدخول إليها. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!