مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

كتبت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن تركيا تلقت رسائل إيجابية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص منظومة الدفاع الجوي إس-400، لكن "لا يمكن الوثوق كثيرًا بالولايات المتحدة". وبحسب الصحيفة فإن الكونغرس لا يشاطر ترامب وجهة نظره. 

***

بيد أن الجميع يعرف القصة. 

- أرادت تركيا التحرك مع الولايات المتحدة في سوريا، لكن واشنطن فضلت العمل مع امتدادات تنظيم "بي كي كي" الإرهابي على مجموعات المعارضة القريبة من تركيا.

- أرات تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي الأمريكية باتريوت، التي يستخدمها الناتو، لكن لم تستجب الإدارة الأمريكية ولا الكونغرس.

- أفامت تركيا تعاونًا مع روسيا لتحقيق أمنها في مواجهة الولايات المتحدة التي عقدت تحالفًا مع تنظيم إرهابي في سوريا. 

- لن تقدم تركيا على خطوة من شأنها أن تلحق الضرر بهذا التعاون، لمجرد أن الولايات المتحدة ترغب بذلك. 

- منظومة إس-400 تتميز بإمكانية استخدامها بمفردها دون الحاجة لدمجها في أنظمة الناتو. 

- تكنولوجيا ومدى وفعالية إس-400 أفضل من باتريوت بحسب ما أكده خبراء أمريكيون، فضلًا عن أن سعرها نصف سعر باتريوت!

لكن الكونغرس مصر على موقفه:

"يمكن لمنظومة إس-400 أن تجمع معلومات عن مقاتلات إف-35. وهذا ما يوقع حلف الناتو في خطر لأن إف-35 ستكون مقاتلة خاصة بالحلف".

***

هذا ليس مسوغًا مقبولًا. 

برأيي، السبب الحقيقي وراء الحديث بكثرة عن القضية هو التالي: 

"يمكن لتركيا أن تتبع سياسة دفاعية مستقلة عن الولايات المتحدة" وإذا أقدمت على هذه الخطوة فسيتبعها خطوات أخرى. 

تصر الولايات المتحدة على موقفها بهدف عدم السماح بانهيار "نظام التبعية" الذي أسسته. 

أوردت صحيفة فايننشال تايمز في خبرها التعليق التالي: 

"من حق تركيا كبلد مستقل أن تتخذ قراراتها بنفسها فيما يتعلق بالمجال الدفاعي. لكن بصفتها عضو في الناتو، ليس من حقها أن تحدث فجوة في أمن ووحدة الحلف".

الجملة الثانية من التعليق تمحو "الحق" الوارد في الجملة الأولى!

بمعنى: "هذا الأمر جيد بالنسبة لكم ومن حقكم القيام به، لكن لا تفعلوا!".

***

حلف الناتو قائم على المبدأ الشهير للفرسان الثلاثة: "الواحد للجميع والجميع للواحد". لكن الحلف هذه الأيام قائم على الجزء الثاني من المبدأ "الجميع للولايات المتحدة". 

عندما كانت تركيا تتعرض للهجمات والاعتداءات كان الجميع يشيحون بنظراتهم إلى اتجاه آخر.

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس