هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

الحرب السورية مستمرة منذ 9 سنوات. قُتل فيها حتى اليوم مئات الآلاف من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال. 

يوجد بين القتلى جنود بلدان أجنبية، وممثلو منظمات مدنية وعاملون في مجال المساعدات الإنسانية وصحفيون. 

لم يتجه الصراع في سوريا في الاتجاه الذي كانت تنتظره تركيا، وفقدت المعارضة التي كانت ترغب بلعب دور أكثر فعالية في البلاد قواها. 

تمكن الأسد من الصمود بدعم كامل من إيران وروسيا. ونظرا لتعزيز بعض الجهات الراديكالية قوتها، تخلى الغرب عن دعم المعارضة. 

أكثر من غير موقفه كان الولايات المتحدة، فبعد أن كانت الإدارة الأمريكية تؤكد في الماضي على ضرورة "الإطاحة بالأسد"، لا تعترض اليوم على استمراره في السلطة بسوريا لفترة أخرى. 

لا يأبه أحد بالجرائم التي ارتكبها الأسد ضد الإنسانية، وتستخدم القوى العظمى سوريا ساحة لصراعاتها، وتختبر أسلحتها الخطيرة وتعرضها هناك للراغبين بشرائها. 

دخلت الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية سوريا بحجة مكافحة بعض التنظيمات مثل داعش والقاعدة. 

واليوم هناك صراع على تقاسم المنطقة بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران والقوى الأخرى. تتمتع سوريا وشرق المتوسط والشرق الأوسط بأهمية قصوى من ناحية الوصول إلى موارد الطاقة. 

***

اضطر حوالي 11 مليون شخص حتى اليوم لمغادرة منازلهم. 4 ملايين من هؤلاء يعيشون في تركيا. وُلد في بلادنا 450 ألف طفل سوري، وأنفقت الدولة حوالي 37 مليار دولار على اللاجئين. 

على الرغم من استضافتنا كل هذا العدد من السكان إلا أننا لا نتحدث تقريبًا عن الأبعاد الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية للمسألة. أما المجتمع المدني والمنظمات المهنية والشركات فبعيدة كل البعد عن القضية. 

شخصيًّا، كنت أنتظر إسهامات أكثر جدية من المؤسسات الكبيرة كاتحاد الغرف والبورصات التركية وجمعية رجال الأعمال الأتراك، كما أن الجامعات لا تبدي الاهتمام، في حين أن نظرة الشارع إلى القضية سطحية تتلخص في عبارة "ماذا سيكون مصير هؤلاء السوريين؟".

يعتقد المواطن في الشارع أن السوريين في تركيا متورطون بشكل كبير في الجرائم، ويسلبون الأتراك أعمالهم لأنهم يشكلون بدًا عاملة رخيصة. 

لا تؤكد المعطيات المتوفرة لدى الدولة هذه المخاوف، لكن هناك تصور لدى الشارع في هذا الاتجاه. وهناك جهود في بعض الشرائح من أجل استخدام لغة كراهية على نطاق واسع وإثارة العداء. هذا ما لاحظته في وسائل التواصل الاجتماعي على الأخص. 

كسبت تركيا تقدير الجميع من خلال فتح أبوابها أمام الناس الفارين من الحرب والذين يمرون بروف صعبة للغاية. 

أرى أن طاقتنا وصبرنا ينفدان بسبب عدم تلقينا الدعم الكافي من العالم. إن لم نصب تركيزنا على المسألة السورية على مختلف الأصعدة فستكون واحدة من أكبر المشاكل في مواجهة تركيا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس