ترك برس 

تزايد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من الصدام بين الولايات المتحدة وإيران الذي قد يصل إلى حافة الصدام المسلح، والهجوم على الجنود الأتراك في إدلب من قبل قوات النظام السوري، والحرب المشتعلة في ليبيا، ونهاية بالحرب في اليمن، يستدعي شرح موقف تركيا من هذه الاضطرابات الجيوسياسية. 

يرى المحلل السياسي في مركز العلاقات الدولية في وارسو، برونو سورديل، أن "القوات الروسية وقوات النظام قررت السيطرة على إدلب وأجزاء من محافظة حماة من يد قوات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، ولكن الوجود التركي في تلك المنطقة مع نقاط مراقبة متفق عليها (مع روسيا) يعوق خطط روسيا والأسد".

ويعتقد سورديل أن تركيا لا تريد سقوط إدلب بكاملها ولا تحتاج إلى موجات جديدة ضخمة من اللاجئين، ولذلك فهي تعمل على زيادة تسليح جماعات المعارضة المسلحة. 

ووفقا لسورديل، فإن المشكلة الرئيسية في المنطقة وهي التوتر الأمريكي الإيراني، لها تأثير كبير على خطة تركيا في الشرق الأوسط، إذ تعرضت تركيا لضربة قوية جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران. 

وأضاف أن تركيا ليست مهتمة بالضغط على الاقتصاد الإيراني؛ لأنه لن يؤدي إلا إلى زيادة زعزعة استقرار الوضع العام في الشرق الأوسط الذي يعد منطقة استراتيجية بالنسبة لتركيا.

وقال سورديل إن أنقرة ستواجه خيارات صعبة فيما يتعلق بالعقوبات على إيران، وسيخفض الأتراك نوعًا ما من معاملاتهم الاقتصادية مع طهران. 

ولكن الخبير السياسي يستبعد وقف التجارة غير الرسمية مع إيران، بل على العكس ستبذل جهودًا للحفاظ على مستويات التجارة المربحة، بما في ذلك النفط.

ورأى  سورديل أن دور تركيا في الشرق الأوسط  كان وسيستمر دورا استراتيجيًا، ولكن هناك قيودا عليها بسبب قضاياها الداخلية وفي مقدمتها الاقتصاد، وتدخل القوتين العظميين روسيا والولايات المتحدة  بقوة في المنطقة.

ووفقا لسورديل، فإن السياسة التركية خلال العقد الماضي كانت سياسة أيديولوجية، وهي الآن بحاجة إلى "سياسة واقعية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!