محمد بارلاص - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لا شك أن منا من قال "لا يجوز بهذا القدر" بعد قراءة البيان الذي أصدره الرئيس العام لحزب الوطن دوغو برينتشاك إثر زيارته لبشار الأسد في دمشق مع هيئة تضم أيضاً كلاً من عبد اللطيف شنر, سهيل باتوم, و بيرغول أيمان.

وقد قال برينتشاك ما ملخصه "الجميع يرى نظام أردوغان على أنه نظام مصدّر للإرهاب وخائن لجيرانه وعلى أنه عصابة خارجة على القانون. ويريد جميع الشرق الأوسط ما يلي من الأتراك: اخلعوه من الرئاسة. هذا النظام سينهار. والذي يتسبب باندلاع الحروب في دول الجوار يتسبب باندلاعها في تركيا أيضاً".

إذا كنتم من الذين أخذوا الأمر على محمل الجد وقابلوا الوضع بقولهم "لا يجوز بهذا القدر", أرى أن تنتظروا قليلاً... ولنتذكر قبل أن نأخذ كل شيء على محمل الجد أن هناك أشياء تتمتع بصفة الكوميديا السوداء أكثر من هذا التصريح.

اكتبوا في قوقل "لا يجوز بهذا القدر". بعد قراءة هذه التصريحات يمكن لكم أن تتوقعوا زيارة وشيكة لبرينتشاك مع هيئة لنتنياهو في القدس وأنه سيدين الظلم الذي يقوم به أهل غزة ضد الشعب الإسرائيلي.

لا يوجد ما هو مستحيل الحدوث

فبالنتيجة لا يوجد ماهو مستحيل الحدوث في عالم يُدين فيه الإسرائيلي نتنياهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أوباما ومن خلال خطابه الذي ألقاه في الكونغرس الأمريكي بسبب متابعته للمفاوضات مع إيران...

وسأقدم لكم الآن حوادث مشابهة لزيارة برينتشاك لبشار الأسد والتي جعلتكم تقولون "لا يجوز بهذا القدر".

في ديار بكر يصعد حارسان ليليان يعملان في مدينة الملاهي إلى الكراسي المربوطة بقاعدة دوّارة بواسطة سلاسل بعد أن يشغلوها. ولكن بسبب دوران الكراسي بالسرعة القصوى لا يستطيع الحارسان إيقافها ويبقيان على هذه الحال عدة ساعات ولا يستطيعان في هذه الساعات إيصال صوتهما لأحد ... توفي أحد الحارسين, أما الآخر فلم يعد إلى الآن لصحته القديمة على الرغم من العلاج الذي تلقاه على فترة طويلة.

لا يجوز بهذا القدر

في عام 1971 قام علماء يابانيون يرغبون بفحص الانهيارات الأرضية, بسقاية أرض إحدى التلال من خلال وسائل الري إلى أن أصبحت الأرض طينية وذلك في محاولة لإحداث التأثير الذي يحدثه المطر. وفي النهاية انهارت تلك المنطقة ونتيجة لذلك فقد أربعة من العلماء وأحد عشر من المشاهدين حياتهم...
أحد السائقين كان يسير على أحد الطرق السريعة وعندما كان قريباً من منطقة صابانجا يتماهى مع الأغاني التي يستمع إليها من المذياع ويبدأ بالرقص. ويوقف سيارته على جانب الطريق للرقص. ولكنه يفقد حياته بعد أن تقوم إحدى السيارات القادمة من الخلف بدهسه.

استخدم بوق السيارة ولكن...

في عام 1975 وفي حين كان زوجان انجليزيان يشاهدان برنامجهما الكوميدي المفضل على التلفاز توفي الرجل إثر أزمة قلبية أصابته إثر نصف ساعة من الضحك. وقامت زوجته بكتابة رسالة إلى منتجي البرنامج بعد مراسم الدفن شكرتهم فيها لأنهم كانوا سبباً في هذه السعادة الكبيرة لزوجها قبل وفاته.

في النتيجة لا تقولوا "لا يجوز بهذا القدر" كردة فعل على زيارة برينتشاك لبشار الأسد في دمشق بدل زيارته لمخيمات اللاجئين في سروج ... ألم تسمعوا بالسائق الذي أُخرج حياً بعد أن دهس قطار سيارته فدافع عن نفسه بقوله "استعملت بوق السيارة ولكن يبدو أن الميكانيكي لم يسمعني؟

أم أنكم لا تخمنون أن بعض قادة المعارضة يغبطون برينتشاك على زيارته تلك ويحدثون أنفسهم بقولهم "ليتنا كنا أذكياء لنذهب" ؟ 

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس