ترك برس

لا تزال عائلة بيلافجي التركية المقيمة بالعاصمة التركية أنقر  تداوي جراحها بعد فقدان ابنها الذي استشهد خلال محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا ليلة 15 تموز/ يوليو 2016، كما أصيب ثلاثة أشخاص أخرين من نفس العائلة بجروح أحدهم لا يزال يعيش برفقة 70 شظية في جسمه.

إذ كان كل من فولكان بيلافجي، وشقيقه أركان، وابنة أخته أليف، وصهره حاجي، من بين آلاف المواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع للتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، حيث توجهوا إلى المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، وإثر إطلاق مروحيات النار على المواطنين الأتراك المحتشدين بالقرب من القصر الرئاسي، استشهد فولكان، وأُصيب كل من شقيقه، وصهره، وابنة أخته بجروح. 

أم الشهيد وزوجته يرويان بألم لحظات فراق شهيدهم وبسالته 

تروي والدة الشهيد نزيهة بيلافجي بألم وفخر شديدين قصة استشهاد ابنها الشهيد فولكان فتقول: "لقد كنا في حفل زفاف تلك الليلة، فاتصل فولكان بوالده وأخبره بوقوع محاولة الانقلاب، وأنه سيخرج إلى الشوارع للتصدي للانقلابيين، وبعد ذلك لم نستطع الاتصال بأولادي، وفي الساعة الثانية مساء رد حفيدي على الهاتف، وأخبرنا بأن والده وعمه أصيبا وعلى الفور توجهنا نحو المستشفى، لم نتمكن في البداية من العثور على فولكان، لأنه لم يكن يحمل بطاقته الشخصية يومها، لكن بعد عدة ساعات رأينا صورته معلقة على باب قسم ثلاجة الموتى، لقد كانت من أصعب لحظات حياتي، وأرجو من الله ألا يذيقنا آلاما كهذه مرة أخرى".

وتقول نزيهة إنها تشتاق لابنها الذي لم تكن تسطيع الصبر على فراقه لثلاثة أيام وأردفت بأن أحفادها أيضا يشتاقون إلى والدهم كثيرا، وأنهم يسألونها عنه كل يوم. 

زوجة الشهيد أم كلثوم بيلافجي روت كيف دعا زوجها تلك الليلة أهالي الحي من الشرفة منزله لنزول إلى الشوارع والوقوف في وجه الانقلابيين، وأنها رأته وقتها للمرة الأخيرة عندما خرج من البيت لكنه لم يعد إلا شهيدا بكفن العلم، حيث قالت: "لا أستطيع نسيان نظرته الأخيرة لي أبدا، اتصلتُ به في الساعة الواحدة ليلا فأخبرني أنهم بخير ويتجهون إلى القصر الرئاسي، بعد ذلك لم أتمكن من الاتصال معه أبدا، لقد استشهد في مكان الحدث".

وتضيف أم كلثوم: "بالرغم من مضي 3 أعوام على استشهاده إلا أن الجرح الذي تركه فينا ما زال ينزف كما اليوم الأول من استشهاده، و أضافت: "لقد كان إنسانا رائعا، إن الكلمات تعجز عن وصف الأبطال مثله. ارتقى 251 شهيدا، وأصيب آلاف المواطنين خلال محاولة الانقلاب، لو لم ينزل هؤلاء إلى الشارع تلك الليلة، لكانت البلاد في حالة سيئة جدا اليوم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!