حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

أرسلت واشنطن إلى أنقرة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري. وبينما كان يبحث مع المسؤولين الأتراك عن إجابة لسؤال "كيف نطهر سوريا من تنظيم بي كي كي الإرهابي"، كان أعلى قائد أمريكي في الشرق الأوسط كينيث مكينزي يجتمع في رأس العين مع شاهين جيلو، أحد قادة التنظيم الإرهابي، الذي رصدت تركيا مكافأة قيمتها 4 ملايين ليرة لمن يدل عليه. 

قلت سابقًا إن تصور حلفائنا وأصدقائنا الأمريكيين (!) بخصوص تركيا لا بد أنه مختل للغاية حتى يأملوا بالتوصل إلى نتيجة من الاجتماع في أنقرة. وفي الواقع، ما تمخض عنه الاجتماع هو صفر. 

ولو أنهم قرأوا الواقع بتمعن لوجدوا أن هناك درسًا للولايات المتحدة من هذا الصفر. لم يعد بإمكانهم أن يخدعوا الأتراك. 

لم يعد أحد يصدق وعودهم الكاذبة وأكاذيبهم وحيلهم من قبيل "سنجري دوريات مشتركة في منبج" و"سنسحب قواتنا من سوريا" و"لا نريد الأسد" و"حان وقت صياغة الدستور الجديد في جنيف". 

من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد حلًّا في سوريا، وأنها تريد تقسيمها وتأسيس دولة فيها إلى درجة أن ما يجب التساؤل عنه هو ما الذي يمكن أن يكون وراء عدم تحرك تركيا بالطريقة المناسبة حتى اليوم.

ذات مرة تعرضت الدولة العثمانية لهزيمة، وسأل السلطان قائد الجيش: "لماذا هُزمتم؟".

أجاب القائد وهو يرتجف: "هناك أسباب جلالة السلطان..".

فقال السلطان: "وما هي؟". بدأ القائد بتعداد الأسباب فقال: "أولًا انتهى البارود، ثانيًا..".

قاطعه السلطان قائلًا: "أيها القائد، هل هناك حاجة لأسباب أخرى بعد انتهاء البارود؟".

موقف تركيا له أسبابه، لكن اعتبار الولايات المتحدة صديق وحليف من البداية لا يدع حاجة لسبب آخر. لا نعرف صداقة الولايات المتحدة، لكن طالما استمر التحالف معها فعلى أنقرة التصرف بما يتوافق مع هذا الوضع. 

ووزيرا الخارجية مولود جاويش أوغلو والدفاع خلوصي أكار أبلغا نظيريهما الأمريكيين أن محادثات أنقرة لم تتمخض عن شيء، وفي هذه الحالة ستنهي تركيا بمفردها الخطوات التي تم الإقدام عليها من أجل تأسيس دولة إرهابية في شمال سوريا وستقضي على الكيانات والتنظيمات القائمة هناك. 

لا بد أن الجميع في الآونة الأخيرة فهم عزم تركيا على "التخلي ثوبها القديم"، لأن مسؤولي حلفائها على الورق في الناتو، وليس الولايات المتحدة فحسب، بدأوا يتحدثون أمام الكاميرات عن "مدى خطأ تحرك تركيا بمفردها".

سيكون من المفيد لو أنهم فهموا بأن أنقرة لن تسمح بإقامة خيمة، وليس دولة، للإرهابيين الذين يزعمون أنهم يمثلون الأكراد في سوريا.

إن لم يفهم جيمس جيفري هذه الحقيقة فعليه أن يعلم بأنه سيكون مع كينيث مكينزي أول من يتم الاستغناء عن خدماتهم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس