ترك برس

عقب مباحثات استمرت لـ 3 أيام بين الجانبين التركي والأمريكي، تم التوصل إلى اتفاق حول المنطقة الآمنة في سوريا.

وفي هذا الإطار، ناقش خبراء مصير اتفاق المنطقة الآمنة بين النجاح والفشل وما إذا كان مصيره سيكون نفس مصير خارطة طريق منبج التي تم التوصل إليها بين أنقرة وواشنطن في وقت سابق.

ومن المخطط أن يتم تشكيل مركز عمليات مشتركة بين الجانبين، وتأمين عودة السوريين لأراضيهم، واتخاذ خطوة للعمل المشترك شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، دون أن يتضح بعد تفاصيل أخرى مثل عمق المنطقة الآمنة، وطولها، والجهة التي ستديرها ومكانة الجيش السوري الحر فيها.

ورأى برهان الدين ضوران، الخبير التركي ومنسق وقف "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (غير حكومية) أنه من المحتمل بقوة، أن يكون اتفاق المنطقة الآمنة على شكل مراحل.

وأكد "ضوران" أن أهم ما يميّز الاتفاق الأخير بين أنقرة وواشنطن عن خارطة طريق منبج، هو أن تصرفات واشنطن وشكل التنفيذ سيحددان مصير اتفاق المنطقة الآمنة.

وأضاف في مقال له بصحيفة "صباح"، أن أنقرة ستتخذ هذه المرة تصرفات واشنطن حول الاتفاق، معياراً رئيسياً لمدى نجاح الاتفاق، دون أن تعطي المزيد من الفرص لها.

واستشهد "ضوران" لحديثه هذا بتصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو الذي قال فيها إن "الاتفاق انطلاقة إيجابية. غايتنا تطهير هذه المنطقة من ب ي د وبي كي كي. المصادقة على اتفاقية منبج كانت ستتم خلال 90 يوماً. إلا أن الولايات المتحدة لجأت إلى المماطلة في التنفيذ. ولن نسمح هذه المرة بالمماطلة."

وتابع الكاتب: "أنقرة تؤيّد العمل مع واشنطن. إلا أنها لن تسمح بمماطلة ثانية من قبل الأخيرة. ما يتضح من تحذيرات جاويش أوغلو أن أنقرة ستتابع عن قرب فحوى الاتفاق الأخير حول المنطقة الآمنة. ومن الممكن توسيع نطاق الاتفاق في حال تم اتخاذ خطوات ملموسة حول تأسيس مركز عمليات مشتركة في تركيا، وإزالة الهواجس الأمنية لأنقرة."

وأوضح أن تحايل قادة القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" وعملهم على المماطلة والظهور بمظهر المنفّذ لتعليمات الرئيس دونالد ترامب حول المنطقة الآمنة، سيزيد من سوء العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وسيتم تفسيره من قبل الأولى على أنه مساعي لحماية "ي ب ك"، فضلاً عن ترسيخه شعور المماطلة والخداع لدى أنقرة التي ترى أن أولويتها تطهير المنطقة من "ي ب ك".

واختتم الخبير التركي بالقول: "لقد وصلت العلاقات الثنائية إلى نقطة باتت لا تتحمل فيها هذا العبأ من المشاكل والخلافات. وبات من اللازم إيجاد حل للخلافات القائمة. ويمكن أن تكون المنطقة الآمنة بداية لهذه المرحلة. وتعد دبلوماسية القادة بين أردوغان وترامب، فرصة كبيرة في هذا الإطار."

ومؤخراً، توصلت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة (شرق الفرات) شمالي سوريا. 

وقالت وزارة الدفاع التركية إنه تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة المخاوف التركية، في أقرب وقت. 

وأكّدت أنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.

وفي معرض تعليقه على الاتفاق المذكور، قال شون روبرتسون، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، إن بلاده تستعد لاتخاذ بعض الخطوات على الفور فيما يخص الاتفاق التركي الأمريكي حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا.

وأضاف أن بلاده  ستنشئ آلية أمنية مع تركيا تدخل حيز التنفيذ تدريجيا، تزيل هواجس أنقرة المشروعة، دون أن يذكر عبارة "منطقة آمنة"، مؤكداً إحراز بلاده تقدم مع "تركيا الحليف في حلف شمال الأطلسي خلال المحادثات العسكرية بأنقرة في الأسبوع الجاري، لإنشاء آلية أمنية مستدامة تزيل الهواجس الأمنية المشروعة لتركيا شمال شرقي سوريا"، مشيراً إلى اعتزام بلاده تأسيس مركز العمليات المشتركة بين البلدين من أجل الاستمرار في التخطيط والتنفيذ.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!