أمين بازارجي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

وصل مسؤولون عسكريون أمريكيون إلى محافظة أورفا التركية من أجل العمل على إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا. سيؤسس الجانبان مركز عمليات مشتركة، ومن بعده يبدأ العمل.

كم سيستغرق ذلك؟ ليس هناك توقيت، لكن وزارة الدفاع التركية أعلنت أن المركز سيتم إنشاؤه ويبدأ العمل خلال فترة قصيرة. وإذا صدق الأمريكيون وعودهم فإن مخاوف تركيا الأمنية ستزول. 

لكن هل تفي الولايات المتحدة بوعودها؟ 

هناك شبهات قوية في هذا الخصوص. لأن الأمريكيين يملكون سجلًّا حافلًا بالسوابق. وموقفهم في منبج معروف. قدموا الوعود مرارًا غير أنهم لم يقدموا على خطوات إيجابية. 

لكن تقف اليوم في مواجهة الولايات المتحدة تركيا تعلمت دروسًا من التجارب السابقة، وهذا ما تدل عليه التصريحات الصادرة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوزراء المعنيين. 

صحيح أن هناك اتفاق لكن تركيا لا تقول إن "الأمر تم". كما أنها تحذر الولايات المتحدة باستمرار كي تفي بتعهداتها. 

***

تريد تركيا أن يتراوح عمق المنطقة الآمنة بين 30 و 40 كم، في حين تصر الولايات المتحدة على 15 كم. بالنظر إلى تصريحات وزير الدفاع التركي فإن أنقرة تمارس ضغوطًا لإقناع الولايات المتحدة. 

الأمر الهام هو الطريق البري "M4"، الذي ترسل الولايات المتحدة عبره الأسلحة إلى تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي". فهو يبقى خارج عمق 15 كم. ويحصل التنظيم تل رفعت على تعزيزات عبره. أما تركيا فتريد السيطرة عليه وقطع الشريان المغذي للتنظيم الإرهابي. 

بعبارة أوضح، لا تشمل منطقة بعمق 15 كم بلدات عين عيسى وسيرين وسلوك، التي حشد فيها "ي ب ك" قواته وأسلحته. وإذا أضفنا وجود التنظيم في منبج فإن موقف الولايات المتحدة لا يزيل مخاوفنا. 

الأهم من ذلك أن الولايات المتحدة، التي تدعي تفهمها للمخاوف الأمنية التركية تواصل التعاون مع الكيانات الإرهابية، وبنت استراتيجيتها في سوريا على تنظيم "ي ب ك". 

بالنتيجة.. 

أبرمنا اتفاقًا لكننا لا نعقد آمالًا عريضة عليه. حصلنا فقط على وعد من الأمريكان، وعززنا موقفنا. لهذا نتحدث عن الخطة "ب" والخطة "ج" إن لم تسر أمور الاتفاق على ما يرام.

في الواقع، هناك خطة واحدة لدى تركيا، وهي القضاء على الكيان الإرهابي في سوريا مهما كان الثمن، وبالتالي ضمان أمننا ومصالحنا القومية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس