ترك برس

جذب نهائي كأس السوبر الأوروبي عشرات الآلاف من المشجعين من جميع أنحاء أوروبا إلى إسطنبول، في حين شاهد الملايين اللعبة على شاشة التلفزيون. بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت المباراة أيضًا تجارة مربحة لمحترفي السياحة الأتراك وأصحاب المتاجر المحليين وبائعي الإعلانات.

لم يجتمع المشجعون البريطانيون وحدهم بل جميع عشاق كرة القدم في إسطنبول للاستمتاع بمباراة رائعة بين العملاقين البريطانيين، ليفربول وتشيلسي، في نهائي كأس السوبر الأوروبي مساء الأربعاء 14 آب/ أغسطس الجاري، على إطلالة على ساحل مضيق البوسفور.

وبقدر ما كانت المباراة مثيرة للجماهير، فقد خلقت أيضًا نشاطًا اقتصاديًّا للشركات المحلية وقطاع السياحة والتسويق، حيث أشاد الجميع بالأرباح التي جنوها بفضل هذا الحدث الرياضي. تمّ بث المباراة مباشرة في نحو مئتي دولة حول العالم، بما في ذلك البرازيل وكندا وجنوب إفريقيا واليابان، وشاهدها ما يقرب من ملياري شخص على التلفزيون. وشاهد نحو 40 ألف شخص نهائي كأس السوبر في الاستاد، في حين حضر نحو 50 ألف مشجع كرة قدم بريطاني إلى إسطنبول لحضور المباراة.

ونقلت صحيفة صباح التركية عن خبراء سياحة أن المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهي فرصة فريدة للترويج لتركيا وإسطنبول، حققت أكثر من مليار ليرة تركية (تعادل 180 مليون دولار تقريبًا) من مبيعات الإعلانات.

وقال فيروز باغليكايا، رئيس رابطة وكالات السفر التركية: "إن قيمة الإعلانات الناتجة عن مثل هذا الحدث الدولي عالية جدًّا. لقد حقق نهائي كأس السوبر الأوروبي، والذي يمكن اعتباره فرصة عظيمة لقطاعنا، أكثر من مليار ليرة تركية في قيمة الإعلانات. وبفضل المباراة أتيحت لنا الفرصة لتقديم جمال إسطنبول للعالم بأسره".

وأضاف باغليكايا: "استضفنا المشجعين البريطانيين الذين أتوا إلى إسطنبول لحضور المباراة لمدة ثلاثة أيام. وبفضل تأثير لاعب كرة القدم في ليفربول، المصري محمد صلاح، أبدى مشجّعو كرة القدم في الشرق الأوسط اهتمامًا كبيرًا بالمباراة. وقد كان للمباراة جمهور عريض من مشجّعي كرة القدم من أوروبا وآسيا وروسيا وتركيا".

مئة مليون يورو على مدى 3 أيام

أشار باغليكايا إلى أن عشاق كرة القدم يفضلون الإقامة في الفنادق في تقسيم وبشيكتاش ومجيدية كوي وعلى مضيق البوسفور، وأضاف أن الذين حضروا لمشاهدة المباراة زاروا تركيا لليلة ويوم واحد أو ليلتين وثلاثة أيام.

وفي أثناء إقامتهم في إسطنبول، أمضى عشاق الكرة وقتًا في المواقع التاريخية والسياحية في مضيق البوسفور وشبه الجزيرة التاريخية وسط إسطنبول، وأماكن الترفيه حول تقسيم وبشيكتاش.

وحضر نحو 50 ألف مشجع لكرة القدم إلى إسطنبول لمدة ثلاثة أيام، ممّا حقق مساهمة كبيرة في اقتصاد المدينة. ولفت باغليكايا إلى أن الآثار الإيجابية للمباراة لم تقتصر على شركات السياحة فحسب، بل على التجار أيضًا، وقال: "بعد المباراة، استمرّت الاحتفالات حتى الصباح. وقبل المباراة، كان هناك تنقّل كبير في الأماكن المحيطة ببشيكتاش. نتوقع عائدات تقدر بنحو مئة مليون يورو (أي نحو 110.76 مليون دولار) في ثلاثة أيام".

وأضاف: "لقد فاز ليفربول بالكأس، لكن بالنسبة لنا كان الفائز الرئيسي هو بلدنا، وخاصة إسطنبول"، مؤكّدًا على أن المباراة النهائية التي شاهدها العالم بأسره كانت مصدر فخر للشعب التركي وإسطنبول.

وصرّح باغليكايا بأن عائد هذه الفعاليات للسياحة سوف يُنظَر إليها في المستقبل، قائلاً: "نعتقد أن المباراة النهائية لكأس السوبر الأوروبي ستسهم بنسبة 10 في المئة على الأقل في السياحة في إسطنبول. في عام 2020، ستُقام المباراة النهائية في استاد أتاتورك الأولمبي. وبسبب هاتين المباراتين اللتين تحظيان باهتمام مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم، ستتمُّ الإشارة إلى إسطنبول باعتبارها مدينة النهائيات".

من جهتها، لاحظت رئيسة جمعية الفنادق التركية "توروب" (TÜROB)، موبيرّا إيريسين، أن معدلات إشغال الفنادق وصلت إلى 95 في المئة في مناطق بيوغلو وتقسيم وتاليمهانه وبشيكتاش. في إشارة إلى أن مشجعي كرة القدم الجدد يفضلون بشكل أساسي البقاء في فنادق هذه المناطق القريبة من الاستاد، وأضافت أن السياح لم يأتوا فقط من بريطانيا بل من دول شرق أوسطية أيضًا.

وأضافت: "حقيقة أن الاستاد كان ممتلئًا، وحضرته مختلف وسائل الإعلام العالمية كانت لها قيمة دعاية لا تُحصى. وكما كان الحال دائمًا في مثل هذه المنظمات، فإن المساهمات الإيجابية لهذه المباراة في إسطنبول ستظهر في الأيام المقبلة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!