ترك برس

شكلت التجربة التركية بصفتها نموذجاً للدولة المحافظة والمناصرة لقضايا العالم الإسلامي، نموذجاً لمنطقة "بانغسامورو" في جزيرة مينداناو المسلمة في الفيلبين والتي حصلت على الحكم الذاتي مؤخراً.

وفي هذا الإطار، أشاد رئيس وزراء بانغسامورو، الحاج مراد إبراهيم، بتجربة تركيا الكبيرة في إدارة الدولة، مؤكدًا أنهم يشعرون عن قرب بالدعم الذي تقدمها لمسلمي مورو منذ العهد العثماني.

وشدّد في مقابلة له مع وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، على أن هناك بلدان مسلمة كثيرة تقدم الدعم لبانغسامورو، لكن المساعدات التركية هي الأكثر واقعية وصدقًا، معرباً عن رغبتهم في تطوير العلاقات مع أنقرة أكثر، مثلما كانت في عهد الدولة العثمانية.

وأوضح "إبراهيم" أنهم يتخذون من استراتيجية الإدارة لدى تركيا قدوة لهم، مضيفاً: "نرغب إن شاء الله في الاستفادة من تجربة تركيا، لأنها كبيرة جدًا في إدارة الدولة".

واعتبر "إبراهيم" أن المسلمين حققوا نصرًا في بانغسامورو، وأنهم اتخذوا التدابير اللازمة لمنع وقوع انقلابات كالتي أطاحت ببعض الزعماء المسلمين المنتخبين ديمقراطيًا في العالم.

وتعهّد رئيس وزراء "بانغسامورو" بالعمل من أجل تحقيق الأهداف التي قاموا بتحديدها قبل الانتخابات، مشيراً إلى تكثيف مبادرات التنمية في المنطقة ، في إطار سعيهم إلى منح شعب المنطقة القيمة التي يستحقها.

وأضاف أن جبهة تحرير مورو الإسلامية ستشارك في الانتخابات العامة المقررة في المنطقة عام 2022، لكنه لم يحدد بعد مسألة المشاركة في الانتخابات المحلية.

وفي 22 فبراير/ شباط الماضي، أدى إبراهيم، رئيس جبهة تحرير مورو الإسلامية، اليمين الدستورية رئيسا لوزراء الحكومة المؤقتة في "بانغسامورو"، منطقة الحكم الذاتي التي تم تشكيلها حديثا للمسلمين، جنوبي الفيلبين.

وصوّت مليون و540 ألفا و17 شخصا، من أصل مليون و700 ألف، بـ"نعم" في استفتاء شعبي، أجري على مرحلتين في الشهرين الماضيين على قانون "بانغسامورو"، الذي يمنح حكما ذاتيا موسعا لمسلمي مورو.

وستسلم "جبهة تحرير مورو الإسلامية" أسلحتها تدريجيا، بالتزامن مع إنجاز خطوات اتفاق الحكم الذاتي، لتكتمل العملية في 2022، وتتحول الجبهة إلى كيان سياسي خاضع لقانون الأحزاب.

وبناء على نتائج الاستفتاء، سيتم إلغاء منطقة الحكم الذاتي في "مينداناو" (جنوب)، ليتم بدلا منها إنشاء منطقة "بانغسامورو" المتمتعة بحكم ذاتي واسع في "مينداناو".

وسنويا ستخصص حكومة الفلبين أموالا لإدارة الحكم الذاتي، وسيتم تقاسم الضرائب التي يتم جنيها من المنطقة (بين الحكومة والمنطقة)، شريطة أن يبقى الجزء الأكبر منها في المنطقة، فضلاً عن إنشاء محاكم تطبق أحكام الشريعة الإسلامية.

وسيتمتع مسلمو مورو، بحرية في إدارة شؤونهم الداخلية، لكنهم سيتبعون الحكومة المركزية في الشؤون الخارجية، مع منحهم بعض التسهيلات.

وستسلم "جبهة تحرير مورو الإسلامية" أسلحتها تدريجيا، بالتزامن مع إنجاز خطوات اتفاق الحكم الذاتي، لتكتمل العملية في 2022، وتتحول الجبهة إلى كيان سياسي خاضع لقانون الأحزاب.

وفي عيد الأضحى لهذا العام، أدى آلاف المسلمين في "بانغسامورو" أول صلاة عيد أضحى لهم عقب حصولهم على الحكم الذاتي.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا تتولى رئاسة الهيئة المستقلة لنزع السلاح في إطار عملية السلام بالفلبين.

وأوكلت مهمة اختيار رئيس هذه الهيئة، إلى تركيا بناء على رغبة الأطراف الفلبينية، لذا يتعاقب السفراء الأتراك على رئاستها منذ عام 2014.

وفي تصريحات سابقة له، قال رئيس الهيئة المذكورة، السفير فاتح أولوصوي، إن خطوة تأسيس الهيئة جاءت بناء على رغبة جبهة تحرير مورو الإسلامية والحكومة الفلبينية. وهي ليست خاضعة للأمم المتحدة أو أية منظمة دولية أخرى. وخلال مرحلة تأسيس الهيئة، تم تكليف تركيا برئاسة الهيئة.

وأرى أن هذه الخطوة هامة جداً، إذ أن لها دلالة تتجاوز أهمية مكانة تركيا. وهي بمثابة مؤشر ملموس على الثقة القائمة تجاه تركيا. إضافة إلى هذا تقوم أنقرة بالعديد من الفعاليات الدولية التي تهدف لتحقيق السلام لدى الكثير من مناطق النزاع والصراع حول العالم.

واعتبر الدبلوماسي التركي أن تكليف أنقرة بترأس هذه الهيئة في الفلبين، تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!