ترك برس

تناول مقال في صحيفة "غازيتا رو" الروسية الاستراتيجية التي تتبعها تركيا في المباحثات مع الروس والأمريكيين حول المقاتلات الحربية.

وأشار كاتب المقال ميخائيل خوداريونوك، إلى أن أنقرة تتباحث حاليا مع موسكو حول إمكانية شراء مقاتلات روسية بدلا من F-35 الأمريكية، بعد أن استبعدت الولايات المتحدة الخبراء الأتراك من برنامج إنتاجها.

وأضاف، وفق وكالة "RT"، أنه من المحتمل أن تكون الخطوات التركية نحو شراء المقاتلات الروسية وسيلة للضغط على الأمريكيين. هدف أنقرة، واضح: المساومة للحصول على أفضل الشروط، خاصة وأن قضية F-35  لم تغلق تماما بعد. 

إلا أن هذه المقاربة تبدو مبسطة للغاية، فالواقع أكثر تعقيدا. وفق رأي الكاتب.

وتابع المقال: مهما يبدو الأمر مفارقا، فإن عضوية تركيا في حلف الناتو لم تعد مسألة حيوية كما كانت، على سبيل المثال، خلال الحرب الباردة. فحينها، كانت أنقرة تشكل خط الدفاع الأول لحلف الناتو على جبهته الجنوبية الشرقية؛ وشكلت، وفقا للاستراتيجيين الغربيين، عقبة كأداء أمام انتشار الشيوعية. إلا أن الوضع العسكري السياسي تغير بشكل جذري منذ ذلك الحين.

من الممكن أن تكون تركيا بحاجة إلى عضوية الناتو مستقبلا لردع إيران النووية، لكن هذا احتمال بعيد وقد لا يتحقق.

أما تركيا اليوم فهي اللاعب الإقليمي الأول. استراتيجيتها، خلق إمكانات عسكرية للتحرك في اتجاهات محددة بدقة، واختيار الأسلحة والمعدات العسكرية التي سوف تسمح لها بحل هذه المسائل، في صلب التكتيكات التركية الحديثة.

اتجاهات تركيا، باتت واضحة للعيان: اليونان وقبرص. وهذا ينعكس على مشكلة استثمار الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط. وفي هذا المجال، يلوح في الأفق المحور اليوناني الإسرائيلي بوضوح، سواء في مناطق الإنتاج أو على طول الطرق الممكنة لنقل الخام.

من الواضح أنه يمكن أن تظهر هنا مواجهات مختلفة. بالطبع، الأمر بحاجة إلى حسابات اقتصادية: ماذا ومتى وكم؟ ومع ذلك، فإن العنصر العسكري في جميع التوقعات والتقييمات في هذا المجال هو الأكثر حضورا وأهمية.

وبالتالي، فإن مسألة شراء "سو-57" ليست عسكرية تقنية بقدر ما هي جيوسستراتيجية وعسكرية سياسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!